رحم الله الإعلامى محمود سلطان صاحب الصوت الجميل الهادئ الواثق الحنون وصاحب الأخلاق الراقية التى نفتقدها كثيراً هذه الأيام. وبالطبع الأعمار بيد الله، ولكن ما استرعى انتباهى فى سبب وفاته أنه جلطة الرئة التى صارت سبباً شبه روتينى يتكرر كثيراً فى مصر بعد العمليات الجراحية خاصة جراحات العظام والمفاصل التى تتطلب رقاداً على السرير مدة طويلة والتى يجرى معظمها فى السن الكبيرة، نراها أيضاً بعد الولادات والجراحات الكبرى، والمدهش أنها من الممكن أن تحدث بعد رحلات الطائرات الطويلة مما يتطلب توعية بهذه المسألة على نطاق إعلامى وصحى واسع، سيناريو صار محفوظاً يبدأ برجل، أو سيدة كبيرة السن، يتزحلق على سيراميك حماماتنا الناعمة الملساء التى صارت أشبه بمنتجعات التزحلق على الجليد، كسر فى مفصل الفخذ أو أى مفصل، ثم جراحة، رقود على السرير، ما إن يذهب المريض إلى الحمام، كرشة نفس، يقول المحيطون به يا دوب رجع من الحمام طبّ ساكت! هل لا توجد وسائل وقائية من هذه الجلطة التى تكونت فى أوردة الساق وأرسلتها عضلات الساق الضاغطة المنقبضة كالرصاصة لتستقر فى الرئة؟! هذه هى بعض التوصيات المنقولة والتى ينصح بها أطباء جراحة الأوعية الدموية والموسوعة الصحية: المشى هو غالباً أفضل طريقة للوقاية من التخثر الوريدى العميق، وإذا كان المريض قادراً على المشى وسمح له الطبيب بمغادرة السرير، فعليه أن يحرص على المشى 3 أو 4 مرات على الأقل فى اليوم الواحد. وينبغى أن ترافقه الممرضة فى المرات الأولى للمشى حتى يتأكد من أنه يستطيع السير على قدميه بثبات، وإذا كان المريض يشك فى قدرته على التوازن أو على السير، فعليه أن يطلب من الطبيب أن يرسل إليه أخصائى علاج طبيعى، وإذا كان المريض غير قادر على مغادرة السرير، أو لم يسمح له الطبيب بذلك، فعليه أن يحاول أن يحرك رجليه وهو فى السرير، إذ يمكنه أن يقوم مثلاً بتحريك رجليه كأنه يقود دراجته الهوائية، وأن يقوم بثنى الكاحلين وبسطهما، فالقيام بمثل هذه التمارين من 10 إلى 20 مرة فى الساعة حينما يكون مستيقظاً يمكن أن يقى المريض من تشكل الجلطات الدموية، وحتى إذا كان المريض عاجزاً عن تمرين رجليه بسبب الضعف أو الشلل أو الألم، فيمكنه أن يقى نفسه أيضاً من التخثر الوريدى العميق، ويمكن أن يلبس جوارب شد خاصة، وأن يطبق على رجليه أجهزة ضغط تتابعية تساعد على عودة ضخ الدم إلى القلب وتمنع تشكل الجلطات الدموية. إن أجهزة الضغط التتابعية هى نوع خاص من الجوارب تنتفخ وتنكمش بالتتابع، وبذلك تعيد ضخ الدم إلى القلب، يمكن أن يحتاج الأمر إلى تناول أدوية مسيلة للدم لمنع تشكل الجلطات فى الأوردة. بعض هذه الأدوية يعطى عن طريق الحقن مثل الهيبارين، وبعضها يؤخذ عن طريق الفم مثل الوارفارين، لا يمكن لكل المرضى أخذ الأدوية المسيلة الدم. فالطبيب وحده هو من يقرر أفضل طريقة تناسب حالة المريض للوقاية من الجلطة أو التخثر الوريدى العميق.