وصلتنى رسائل عديدة معظمها يتساءل أين قانون الإرهاب؟ وهل سيظل الرئيس يتعامل على أنه انتقالى ويحجم عن إصداره وكأن الببلاوى انتقلت عدواه للحكومة التالية، هل سيظل هذا القانون حبراً على ورق؟ هل سيظل كل من يمسك به وينوى تفعيله تتكهرب أوصاله وتشل يده؟! اخترت رسالة د.يحيى طراف للتعبير عن هذه الحيرة، يقول د.يحيى: «أعلن الإرهاب الحرب رسمياً على مصر، ولم يُخفِ نواياه فى تدميرها، وطفق يغتال ضباط الشرطة كل يوم، بينما تعيث شراذمه الفساد يومياً فى الشوارع، وفى الجامعات مذ بدأ العام الدراسى. وتواترت الأنباء عن تجمع ما يسمى بالجيش الحر على الحدود الليبية، ومن قبل ذلك أجرت حماس مناورات عسكرية على الحدود المصرية لإرهابنا. ويخوض الجيش حرباً ضروساً ضد معاقل الإرهاب فى سيناء وعلى الحدود مع حماس. ويعلن التنظيم الدولى عن مخططاته ضد مصر ولا يستخفى بها، وتهدد الجماعة الإرهابية الدولة والشعب والمؤسسات يومياً بالقول وبالفعل، ولا تخفى نواياها فى إسقاط الدولة وعزمها على بث الفزع والفوضى فى البلاد. وفى خضم كل هذا، وعلى دقات الطبول التى تدوى يومياً فى جنازات ضباط الشرطة شهداء الإرهاب، وآخرها (اليوم)، وصل مكتب رئيس الجمهورية مشروع قانون الإرهاب، حتى يعتمده لتواجه الدولة النار بالنار، والحديد بالحديد، وتقاتل عدوها الذى بادرها بالقتل والقتال؛ فإذا بالسيد الرئيس يعيد القانون مرة أخرى للحوار المجتمعى!! ولم أفهم سر إحجام الرئيس عن إصدار قانون الإرهاب، إلا أن يكون هناك سوء فهم عظيم للمقصود بكلمة «انتقالى». فالرئيس الانتقالى ليس رئيساً شكلياً منزوع السلطات والصلاحيات، إنما هو رئيس كامل الصلاحيات له كل السلطات بل وزيادة، وذلك إلى أن يتولى الرئيس المنتخب المقبل. أى أن عليه أن يواجه مسئولياته كاملة، ويستعمل كل الصلاحيات الممنوحة له، والتى تخول له حق اتخاذ كل إجراء وإصدار كل قانون من شأنه حماية الدولة دون تباطؤ أو تأخير، إلى أن يتسلم منه الرئيس الجديد مقاليد الأمور. إن إعادة قانون الإرهاب الآن بدعوى إحالته للحوار المجتمعى، بينما الإرهاب يتناولنا بأنامله العشر من حولنا ومن تحت أرجلنا، لهو بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للإرهاب وللإرهابيين أن يبسطوا أيديهم ما شاء لهم فى البلاد؛ طالما بقى الرئيس الانتقالى فى الحكم. لذا أدعو الله أن يلطف ببلادنا فى الفترة المقبلة حتى يتولى الرئيس الجديد؛ فليس أخطر على البلاد من عدو، آنس فى النظام القائم خيفةً منه وتقاعساً عن مواجهته».