28 يوليو 2014 والعالم كله يحتفل باليوم العالمى للالتهاب الكبدى، ونحن فى مصر التى تعتبر أكبر دولة فى العالم تعانى من هذه الكارثة والتى يئن كبدها بأوجاع الفيروس والتليف والسرطان الكبدى ننساه ونتناساه!!، تم تحديد هذا التاريخ تكريماً للعالم والطبيب اليهودى الأمريكى العبقرى باروخ صمويل بلومبرج Baruch Samuel Blumberg (28 يوليو 1925 - 5 أبريل 2011) والحاصل على جائزة نوبل 1976 عن اكتشافه لفيروس «B» والذى لم يهدأ حتى اكتشف التطعيم الواقى ضده، وهو من النادرين الذين اكتشفوا السبب وظل يناضل حتى اكتشف الوقاية والعلاج، وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية بياناً وكتيباً يتناول هذه المشكلة الرهيبة والتى أتمنى أن تكون مشكلتنا القومية الأولى، نقتبس من بيان منظمة الصحة العالمية ما يلى: ما المشكلة؟ إن التهاب الكبد الفيروسى مشكلة تهدد الصحة العمومية على الصعيد العالمى، إذ تصيب ملايين الأشخاص كل عام، وتسبب لهم العجز والموت، وعلى وجه الإجمال: * إن ما يقرب من 500 مليون شخص مصاب بعدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد C، أو بفيروس التهاب الكبد B. * إن ما يقرب من مليون شخص يموتون كل عام نتيجة أسباب ذات صلة بالتهاب الكبد الفيروسى، ما يساوى 2.7% من مجمل الوفيات تقريباً، والأكثر شيوعاً هو سرطان الكبد. * تشير التقديرات إلى أن 57% من حالات تشمع الكبد و78% من سرطان الكبد تنجم عن العدوى بفيروس التهاب الكبد C أو بفيروس التهاب الكبد B. * لماذا ينبغى أن نقلق؟ يعيش ملايين الأشخاص وهم مصابون بالتهاب الكبد الفيروسى، ويتعرض ملايين غيرهم لخطر العدوى به، ومعظم الذين أصيبوا منذ زمن بعيد بالعدوى بالتهاب الكبد C أو بالتهاب الكبد B لا يعرفون شيئاً عن أمر إصابتهم بالعدوى المزمنة، وهم معرضون لخطر شديد للإصابة بمرض كبدى مزمن وخيم، وقد ينقلون العدوى دون أن يعرفوا إلى غيرهم. ويسبب التهاب الكبد الفيروسى عبئاً ثقيلاً على نظام الرعاية الصحية بما يفرضه من تكاليف لمعالجة الفشل الكبدى ومرض الكبد المزمن، وفى العديد من البلدان يكون التهاب الكبد الفيروسى السبب الرئيسى لزراعة الكبد، ومن المعروف أن هذا الضرب من المعالجات للمراحل المتأخرة باهظ التكاليف، إذ سرعان ما يتجاوز مئات الآلاف من الدولارات لكل شخص، كما يؤدى التهاب الكبد الفيروسى إلى نزيف فى الإنتاجية، وتتعرض بعض المجموعات السكانية لمخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسى تزيد على ما يتعرض له غيرهم، ففى المجتمعات التى تتدنى فيها جودة خدمات الطعام، يكون التهاب الكبد الفيروسى A، كما تشاهد العدوى C وB بمعدل أكبر لدى من يتلقى زراعة الأعضاء أو نقل الدم أو الأنسجة، إلى جانب العاملين فى مواقع الرعاية الصحية، والمتلقين لتلك الرعاية، ولدى المجموعات سهلة التأثر بالمخاطر، نحن نعانى اليوم من وباء صامت اسمه التهاب الكبد الفيروسى لم يحظ بما يستحق من الاهتمام لدى المجتمع الدولى، فرغم أن عبء المرض مرتفع جداً، فإن المشكلة لم تعالج بطريقة جدية، ويعود ذلك إلى أسباب متعددة، منها أن الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد لم تكتشف إلا منذ وقت قريب، وأن التهاب الكبد فى غالب الأحيان صامت وذو طبيعة حميدة فى مراحله الباكرة، وأن التهاب الكبد يسلك طريق المراوغة عندما يسبب المرض الكبدى المزمن، وتنقضى عقود طويلة بين العدوى وبين تجلى مظاهر المرض الكبدى المزمن أو سرطان الكبد، مما يجعل من الصعب ربط هذه الأمراض بالعدوى أو بفيروس التهاب الكبد، وتؤدى هذه العوامل مجتمعة إلى «الوباء الصامت» الذى نعانى منه اليوم.