عرض المقال
الاغتصاب الزوجى الحلال (1)
2014-10-17 الجمعه
«معظم علاقات البيوت المصرية الجنسية اغتصاب مقنن بورقة واتنين شهود».. ما إن قلت هذه الجملة فى برنامج «نظرة» مع الزميل حمدى رزق حتى بدأ الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعى بقائمة الاتهامات الجاهزة التى تبدأ بعلمانى صليبى مجوسى فاسق وتنتهى بالمنحل المنكر لما هو معلوم من الدين بالضرورة. تعودت على هذا الهجوم خاصة عندما يتم تعرية الازدواجية المصرية المنافقة المستقرة تحت جلودنا وخلع أقنعتها وكشف زيف حفلتها التنكرية ومسرحيتها الهزلية، لذلك لا بد أن أسترجع ما قلته وكتبته من قبل عن هذه النقطة، فالتكرار قد يعلم الشطار، والصدمات الكهربائية أحياناً ما تعالج الشيزوفرينيا. سيستنكر الكثير من القراء هذا التناول ويتساءلون هل العلاقة بين الزوجين فيها ما يسمى بالاغتصاب؟ فالاغتصاب كما نعرف جميعاً فعل جنسى تجبر عليه الضحية بواسطة رجل غريب عنها، أى بالضرورة ليس زوجها، ولكن هذا التعريف قد تغير الآن بعد رصد العلاقات الزوجية بصورة علمية، ومعرفة أن كثيراً من بديهيات العلاقة الجنسية قد صار الآن فى ذمة التاريخ، مثل رغبة الرجل وفحولته التى بالضرورة تتفوق على رغبة المرأة، والتى استغلها البعض فى الدفاع عن تعدد الزوجات، وأيضاً بديهية أن المرأة مجرد وعاء جنسى مستقبِل فقط وجسد مستعد للجماع فى أى وقت وليس عليه أن يرفض أو أن يتململ، لأن الجنس فى اعتقاد القدماء لا يكلفها جهداً أو عناء، ولذلك كانوا يعتبرون الرفض إما دلالاً منها أو عنجهية وعجرفة لا بد أن تعاقب عليها بكسر أنفها المتعالى الممتنع بلا سبب، ولكن مع التقدم الحضارى والاجتماعى والعلمى عرفنا فيما بعد أن المرأة ليست مجرد دمية بلاستيك بها وعاء مثقوب لتفريغ كبت الرجل الجنسى اللاهث على الدوام الذى يضنيه فحيح الرغبة المتأججة، ولكنها إنسان مثلها مثل الرجل، الجنس عندها لا يتم بضغطة زر، ولكنه يتم بمجموعة معقدة من التفاعلات النفسية والشعورية والجسدية، ولكى تستمتع به لا بد أن تكون لديها رغبة وإلا لو انتفت الرغبة عندها ومارست مع الزوج رغماً عنها وهى توهمه بأنها مستمتعة فلا فرق بينها وبين العاهرة التى عليها أن تتغندر وتمثل الاستمتاع حتى يرضى عنها الزبون الذى هو الزوج وبعد الانتهاء من هذه المسرحية الهزلية من الممكن أن تذهب سريعاً للحمام كى تتقيأ ما فى جوفها قرفاً من هذا اللقاء الخالى من المشاعر، وعرفنا بواسطة العلم أيضاً أن المرأة من الممكن أن تنتقل من نشوة إلى نشوة أخرى، أو بلغة علم السكسولوجى من أورجازم إلى أورجازم بدون مدة فاصلة، على عكس الرجل الذى لا بد أن يمر على نشوته وقت لا يستجيب فيه لأى إثارة حتى يدخل منطقة نشوة أخرى، وهذا الوقت تتفاوت مدته حسب السن، وبهذا تسقط أسطورة أن رغبة الرجل متأججة أكثر من المرأة، وآخر ما توصل إليه هذا العلم هو أن المرأة تستجيب للمثيرات اللفظية من مغازلات وكلام معسول، أى أن الأذن لديها عضو جنسى أساسى والترتيب للقاء لا بد له من تمهيدات وملاطفات لا ينفع معها أن يكون الجماع فجائياً بطريقة روتينية فجة، أما الرجل فيثيره المشهد لا المسمع، ولذلك فالعين عنده مصدر الإثارة، ومن الممكن أن يمارس الجنس بلا مقدمات لفظية أو تمهيدات رومانسية، وهنا فرق مهم يجعلنا نفهم الجنس عند المرأة وكم هو معقد ورافض للإجبار، وهو ما يقودنا إلى اعتبار أن الجنس الذى يمارسه الزوج بالإجبار مع زوجته الرافضة لممارسته معه يعتبر اغتصاباً، ولا تنفيه أو تجمله أو تقلل من حدته ورقة كتب الكتاب والقايمة والشهود والمأذون، فهذه كلها ديكورات لا تخفى قبح هذا السلوك.