لم أكن أتخيل أن دواء السوفالدى ومجموعة أدوية علاج «فيروس سى» الجديدة ستثير غضب وحقد وحفيظة ونفسنة وغيرة بعض الأطباء ومنهم أطباء كبار للأسف، بعضهم ظل كعب داير على الفضائيات يسب ويلعن الدواء دون ذكر أى تفسير أو سند علمى لكلامه، والبعض أطلق من منصة صواريخه الحاقدة مدفعية التلسين وتلويث سمعة أعضاء اللجنة القومية واتهامهم بالسرقة وتلقى الرشاوى. تعددت الأسباب والنفسنة واحدة، تساءلت مندهشاً: كيف يكره طبيب سلاحه العلاجى الناجع الذى سيساعده فى القضاء على عدوه وعدو المريض؟! كيف وهو قد حضر المؤتمرات العلمية التى شرحت له نوعية تلك الأدوية التى صنعت ثورة فى مجال علاج «فيروس سى» والتى ستجعله راقداً فى متحف التاريخ وفى خبر كان، هل تحول بعض الأطباء إلى أعداء للتقدم والعلاج الصحيح؟ هل كان «فيروس سى» وتليف الكبد سبوبة لا تنتهى ومولداً على البحرى لبعض الأطباء الذين كانوا يستغلون صعوبة العلاج وتواضع نسبة الشفاء لاستنزاف المريض وسحب البنكنوت؟! سمعت أطباء حاقدين على زملائهم فى اللجنة القومية لمجرد عدم اختيارهم، الغرض مرض وهم مغرضون لا يهمهم إلا أنفسهم ونرجسيتهم المفرطة، اللجنة وأسلوب العدالة العمياء والشفافية الذى اتبعته فى تقييم المرض وتوزيع الدواء سحب البساط من بوتيكات العيادات الخاصة للبعض وسحب معه الضوء والسلطان والهيلمان وجعل المريض غير مدمن على جرعة الكشف الخصوصى، شكاوى من تحت الترابيزة وأسافين وخوازيق فى أطباء محترمين ورسائل «إس إم إس» تغوص وتعبث فى سمعة وعرض من كان صديقاً بالأمس وتحول لعدو لمجرد أنه قد ظهر فى المؤتمر الصحفى وصديقه لم يظهر!! تصرفات مخجلة من أطباء كبار ملء السمع والبصر، وسلوكيات معيبة بل حقيرة من زملاء المفروض أنهم أساتذة حاصلون على دكتوراهات، جو حقد غريب أهم سماته هى الأنانية المفرطة، المريض فى ذيل القائمة والمرض خارج دائرة الاهتمام، المهم أن يأتى اسمه فى المانشيت، المهم تليفون المذيعة، المهم أضواء الاستوديو، المهم إرضاء شركات أدوية انحسر الضوء عن أدويتها وفقدت سوقها وملايينها وهو خائف على السفريات وحقائب المؤتمرات وعزومات الحفلات وتذاكر الطائرات!!! وليذهب مريض «فيروس سى» إلى الجحيم. ما يفعله بعض أطباء الكبد مع زملائهم علماء الكبد الأفاضل أعضاء اللجنة القومية عيب وعار، لا بد أن يتكاتف الجميع ليجعلوا شعارهم «المريض أولاً» وليس «الفيزيتة أولاً».