ألف مبروك.. حصل «برهامى» على تصريح الخطابة والحمد لله سمحت له وزارة الأوقاف فجأة وقبل الانتخابات مباشرة وللمزيد من أتباعه باعتلاء المنبر، فقد نجح الشيخ برهامى فى الامتحان وكتب إقراراً بالالتزام!! والسؤال: هل ستمزَّق المحاضر التى قُدّمت فى السلفيين الذين خطبوا فى المنابر دون إذن؟! هل كان الحائل والمانع هو مجرد عبور الامتحان وكتابة الإقرار؟ هل نحن فى خلاف على كم المعلومات الدينية التى يحفظها ياسر برهامى وغيره من الجبهة السلفية أم نحن نختلف حول الفكر التكفيرى الذى يتبناه هؤلاء والذى يظهر فى فتاويهم وكتبهم؟! إذا تحدثنا عن المعلومات والقدرة على تجاوز امتحانات الأوقاف فأحب أن أطمئنكم وأطمئن وزير الأوقاف وكل المسئولين الذين سمحوا لهؤلاء بالخطابة وتزييف وعى الناس وغسل أدمغتهم بالأفكار التكفيرية التى عفا عليها الزمن، أحب أن أطمئنهم بأن الشيخ وجدى غنيم هو أكبر شخص فى مصر حافظ للقرآن بشهادة من يعرفونه، يحفظه وبكل القراءات وبدون تلعثم ولو لثانية، ولكن هل منعه هذا الحفظ من أن يكون زعيم التكفير ومفتى الذبح والقتل وأكبر سبّاب ولعّان ومثير للفتن شهدته مصر فى تاريخها، هل لو دخل منظر الجهاد الأعظم عمر عبدالرحمن امتحان الأوقاف هل كان ليسقط فى الامتحان؟! إذن الحكاية لا علاقة لها بامتحان أو دكتوراه لكن له علاقة بمنهج تفكير تكفيرى ودماغ تنتمى لأفكار حرفية صارت خارج التاريخ تحمل كراهية للمخالف فى العقيدة والدين بل والمذهب، أما قصة أننا سمحنا للسلفيين بالخطابة من أجل «حرب داعش» فأحب أن أطمئنكم أيضاً أن داعش خرجت من رحم الأفكار السلفية الوهابية، وأننا بدلاً من حرب داعش سيخرج لنا مليون داعش من الزوايا التى يخطب فيها هؤلاء، سيستمع هؤلاء لفوتوكوبى من كلام برهامى أيام كاميليا ووفاء وشتائمه للمسيحيين ومن سمّاهم طواغيت الكنيسة وإثارته للفتنة فى وقتها، سيستمعون لفتاوى من نوع لا تهنئهم فى أعيادهم ولا تصافحهم وممنوع المودة ولا تشترى الشيفروليه لأن عليها علامة الصليب ولا توصل قسيساً بسيارتك... إلى آخر تلك الفتاوى التى صرخنا وقتها أنها ستكون بداية شرارة الفتنة وترسيخ كراهية المسيحيين التى انتهت بمشهد الذبح الذى لم يكن مفاجئاً بالنسبة لى فقد كانت السكين هى آخر محطة انطلق منها قطار الموت بتذكرة تلك الفتاوى والمفاهيم. وأرجو من وزير الأوقاف ألا يضحك علينا ويفترض فينا السذاجة والعبط بحكاية الإقرار الذى وقع عليه برهامى وغيره بالالتزام بالخطبة الموحدة، وأحيل الوزير إلى الفيديو الذى يتحدث فيه برهامى عن الحيلة التى ضحك بها على لجنة الدستور وكيف لعب بهم بأسلوب حواة السيرك ونوّمهم مغناطيسياً ومرر المادة التى يريدها، كيف بالله عليكم ستقنعوننى بمسألة الالتزام تلك، هل سيعين الوزير جاسوساً ومخبراً لكل خطيب سلفى يسجل له من على المنبر؟! وماذا سيفعل فى أسئلة ما بعد الصلاة؟ وماذا سيفعل فى الدعاية الانتخابية باستغلال المنابر؟!... إلى آخر تلك الألاعيب والحيل التى يجيدونها ويبررونها تحت لافتة ما دام ما نفعله فى سبيل الله والإسلام فهو مباح!! لا يُلدَغ المؤمن من جحر مرتين لكن المصرى يلدغ للأسف من الجحر نفسه ألف مرة.