كلما استمعت إلى اسم أستاذنا الكبير د.رشاد برسوم تذكرت قيماً منسية فى حياتنا العامة والعلمية أيضاً، تواضع العالم العارف بأن محيط العلم لا شاطئ له، صرامة الباحث المخلص لمنهج البحث العلمى والذى لا يتنازل من أجل شو إعلامى أو ضغط اجتماعى أو حماس سياسى، رغبة الأستاذ الجامعى المعلم بجد الذى لا يبخل على تلاميذه بمعلومة أو مهارة، زهد الحكيم الذى لا يعتبر المريض زبوناً ولا الطب سوقاً ولا كلية الطب نزهة فى وقت الفراغ إنما هى بيته الثانى ومحراب علمه الأول.. وصلتنى رسالة من د.عادل عفيفى الذى يقول عن د.رشاد: فاز الدكتور رشاد برسوم بجائزة رائد الكلى بالقارة الأفريقية من الجمعية الدولية لأمراض الكلى منذ أيام وهى أكبر جائزة تمنحها الجمعية لمن ساهم فى الارتقاء بأمراض الكلى فى القارات المختلفة، وتأتى هذه الجائزة تتويجاً لمسيرة إنسان عظيم الخلق وعالم مبدع كثير العطاء -ولا يزال يبدع- ومعلم أجيال متعاقبة من أطباء الكلى ولا يزال يعلم. ولد فى أسيوط، وتخرج فى مدرسة قصر العينى عام 1962. حصل على درجة الدكتوراه فى الطب الباطنى فى عام 1969، وتدرب فى مجال أمراض الكلى فى باريس ولندن ومينابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية. ترأس قسم أمراض الكلى فى عام 1988 وقسم الطب الباطنى فى عام 1999. انتخب عضواً فى زمالة الكلية الملكية للأطباء فى لندن وأدنبرة، وعضوية شرفية مدى الحياة من الجمعيات المصرية والعربية واللبنانية، وجنوب أفريقيا والجمعية الدولية لأمراض الكلى، وجمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء وهيئة علماء المصريين الأمريكيين فى أمريكا الشمالية. وقد نال العديد من الجوائز الوطنية والإقليمية، بما فى ذلك جائزة 1992 الدولية للمؤسسة الوطنية للكلى بالولايات المتحدة، وجائزة روبنسون روسكو عام 2007 للجمعية الدولية لأمراض الكلى وجائزة الدولة التقديرية المصرية لعام 2010، ووسام ضابط كبير فى السنغال عام 2011، ووسام الدرجة الأولى فى الآداب والعلوم 2013.. وترأس الأستاذ برسوم العديد من اللجان الوطنية الاستراتيجية والتنظيمية فى وزارات الصحة المصرية والتعليم العالى والبحث العلمى، وتولى منصب رئيس القطاع الطبى من المجلس الأعلى للجامعات المصرية، وترأس لجنة تنسيق الكلية الملكية للأطباء فى مصر وترأس لجنة الممتحنين بها. شغل منصب أستاذ زائر فى العديد من الجامعات الأفريقية والجامعات العربية والأوروبية وأمريكا الشمالية، وهو محرر فى العديد من المجلات الطبية العالمية مثل المجلة الأمريكية لأمراض الكلى، ومجلة البحوث المتقدمة، والمجلة، والعديد من المجلات الإقليمية والوطنية الأخرى.. أسس وترأس الرابطة الأفريقية لأمراض الكلى وشغل منصب رئيس الجمعية المصرية لأمراض الكلى والجمعية العربية لأمراض الكلى وزراعة الكلى بالإضافة لعشرات المناصب الأخرى لا يتسع المجال لذكرها. أستاذ برسوم خدم فى العديد من المستشفيات فى مصر، إلى جانب جامعة القاهرة ومنها مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، أثناء حرب 1973، حيث قام بتصميم وتنفيذ برنامج الوقاية من الفشل الكلوى بين ضحايا المعركة، والذى تم الاعتراف به دولياً. حقاً، هذا الرجل من صعيد مصر.