إلى شركات المحمول: هل من المعقول أن يصل الردح وفرش الملاءة والتلقيح والتلسين إلى شركات المحمول؟! إعلان من شركة محمول يسخر من شركة محمول منافسة ويغيظ نموذجاً إعلانياً مقتبساً منها قائلاً استغنوا عنك فى الإعلان الأخير مش بدل الفلوس اللى صرفوها فى الأغنية دى كانوا يدوها للناس!! هل هذا مستوى المنافسة بين كريمة الكريمة الذهنية والثقافية صانعى أرقى صور التكنولوجيا وهى تكنولوجيا الاتصالات؟! ماذا نقول لزعيمات خناقات الحوارى والعشوائيات وماذا تركنا لهن؟ نفس تلقيح الكلام من تحت لتحت، تحولت أحمد يا عمر إلى جرى إيه يا فودافون، وغداً نسمع يا فودافون يا إبرة مصدية جنب الحيط مرمية، أو يا موبينيل يا قيحة يا تلقيحة يابوشريحة ماتسواش صفيحة!!، الوضع أصبح عشوائياً وبدلاً من أن تؤثر النخب فى سلوكيات البلطجية وترتقى بهم، إذا بها على العكس تفعل مثلهم وتستنسخهم بل وتقود معركتهم اللاأخلاقية. إعلان آخر فى منتهى السخافة يصفع فيه أب ابنه قلماً على خده لأنه يحلم أثناء تناول كيس شيبسى!! من هو هذا العبقرى اللزج الذى صاغ هذا الإعلان الحقير الذى يحض على العنف الأسرى ويساهم فى تدنى لغة الحوار العائلى، وفى النهاية لا يخدم المحتوى الإعلانى، ما هو إلا خلطة جلافة على غلظة على ثقل دم، ماذا حدث لإعلانات المصريين؟! هل هذا المنتج النهائى الذى صُرفت عليه كل تلك الملايين والمسمى رامز واكل الجو، هل هذا من الممكن أن نطلق عليه صفة ولفظ برنامج؟! صراخ وعويل وشتيمة وضرب، لا يوجد أى ابتكار أو إبداع أو فن أو حتى ابتسامة، فى السنوات السابقة كان من الممكن أن نلمح شبح جهد أو خيال محاولة تجديد، لكن هذا العام استسهال واستظراف وسحب من رصيد سابق واعتماد على صرف سخى يصل إلى حد السفه، رامز يكتب نهايته البرامجية وربما الفنية بسرعة النفاثة. من المتوقع أن تعلن عدة فضائيات إفلاسها بعد رمضان، وبعد أن تجد خزائنها خاوية وشيكاتها المكتوبة لصالح منتجى المسلسلات بدون رصيد، تخمة عشوائية مثل الذى تناول محشى الكرنب مع الفسيخ مع الكنافة بالمكسرات مع العكاوى والحواوشى وقت الإفطار، النتيجة غرفة العناية المركزة، وللأسف الإعلام المصرى الآن لن تنقذه العناية المركزة. على المعلنين إدراك الشريحة المستهدفة من الإعلان، للأسف من يراهن على أن الشباب يشاهد المسلسلات بإعلاناتها وفواصلها هو واهم يعيش خدعة كبرى، فالريموت يقوم بالواجب وعند الإعلان بمجرد ضغطة زر ينتقل إلى قناة أخرى حتى ينتهى الإعلان، والخبر الذى سيثير نكد المعلنين هو أن معظم هؤلاء يتابع المسلسلات على النت بدون فواصل وإعلانات، يا شركات الإعلانات أنتم أمام جيل إيقاعه لاهث وسريع الملل وقريب الاختناق والزهق، فى النهاية ستجدون أنه لن يشاهد إعلاناتكم إلا حضراتكم. للأسف رفع الإعلام سقف توقعات الناس بالنسبة لأحمد منصور، الذى كان متأكداً وكنت أنا أيضاً متأكداً من أن السلطات الألمانية ستفرج عنه، وزارة الخارجية توقعت ذلك، وكان هناك تصريح بأنه لا توجد اتفاقية تسليم، ولكن الإعلام لم يلق إلى ذلك التصريح بالاً، واستمر فى نفخ فقاعة أحمد منصور حتى صار بطلاً وشهيداً وهو ما كان هو وقناته يبحثون عنه ويسعون إليه، خاصة بعد فضائحهم وأكاذيبهم وسقطاتهم.