وصلتنى رسالة من د. يحيى طراف أستاذ جراحة عظام الأطفال يشخص فيها مرضاً أو متلازمة مرضية جديدة وهى متلازمة الإخوان ويحدد أعراضها، يقول د. طراف فى رسالته: متلازمة الإخوان MB syndrome داء نفسى عضال ظهر أول ما ظهر فى نهاية العقد الثالث من القرن المنصرم، ينتشر بين أفراد ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين، لكن يصيب أيضاً أشخاصاً من خارج الإخوان، ممن يحبونهم أو يتعاطفون معهم، أو ما شابه ذلك. والمرض تتوارثه الجماعة جيلاً من بعد جيل بسبب تزاوجهم من بعضهم البعض، فهم كما قال صبحى صالح يوماً لا يتزوجون من «على الرصيف»، ولو فعلوا فلربما كانوا قد استنقذوا بعض ذريتهم من براثنه. وأعراض هذه المتلازمة لا تخطئها عين؛ أولها «خسة النفس ولؤم الأخلاق والهوان» وليس يخفى على أحد منظر إمامهم وقد أحنى هامته تحت ركبتى الملك عبدالعزيز آل سعود ليقبل يده. فعزة النفس وعلو الهمة صفات غير إخوانية، والمصاب بمتلازمة الإخوان هو بواس أيدى مساح جزم؛ هكذا يتربى فى حظائرهم، وعلى ذلك يشب ويدرج وينمو. وكبارهم لما أحيط بهم تصرفوا بمنتهى الانحطاط والصغار؛ فرأيناهم مختبئين فى الجحور والشقق المهجورة، ومنهم من تنكر فى زى النساء، أو حلق لحيته، أو صبغ شعره، ناهيك عن تلاومهم فيما بينهم أمام النيابة، ومحاولة كل منهم إنكار ما اقترفت يداه. ومن أعراض المتلازمة «الكذب» وهو فى عرفهم اسمه التقية أو التعريض، والتدليس والتجارة بالدين. وهم دمويون يقتلون العزل الأبرياء، وبهم اشتهاء للتعذيب الجسدى السادى لضحاياهم. ومن أعراض المتلازمة الغدر وإن كان ذا قربى، فالإخوانى يغدر بصديقه ورفيق عمره، بل وبأمه وأبيه وفصيلته التى تؤويه فى سبيل المرشد. كذلك من أعراضها «الطاعة العمياء» والامتثال التام لإرادة المرشد، وهو ما تصفه عبارة أحد مرضاهم من أن «الإخوانى بين يدى مرشده كالميت بين يدى مُغَسِّله»، وأن «خطأ رأى المرشد هو أنفع له من صواب رأيه» ولقد عصا مهدى عاكف أباه فسحب أوراقه من كلية الهندسة، ليلتحق بمعهد التربية الرياضية، لا لشىء إلا نزولاً على أمر مرشده حسن البنا. كذلك من أعراضها تصديق كل ما يقال له من أئمته ومشايخه؛ كقولهم زوراً وبهتاناً إن مرسى قد صلى بالرسول صلى الله عليه وسلم، أو أن جبريل فى رابعة، أو أن ليلة اعتصام فى رابعة خير من عمرة ليلة القدر، إلخ. والإخوانى غير مبدع بالضرورة؛ فالفن والأدب والشعر والموسيقى خصال غير إخوانية. كما أنه يلفت النظر حقاً اشتراكهم جميعاً فى ثقل الظل، وافتقارهم التام للفكاهة وروح الدعابة. وأسارير أحدهم قلما تنفرج عن ابتسامة طبيعية تلقائية كسائر البشر تشع حبوراً وحميمية، إنما هى إما مصطنعة متكلفة ملؤها الخديعة، أو مخيفة تبث عدم الارتياح، كتلك التى كان يفتر عن ثغره بمثلها عصام العريان؛ وغالباً هى لا معنى لها وفى غير محلها، كابتسامتهم البلهاء عند القبض عليهم. ومن الأعراض المعروفة لمتلازمة الإخوان «الخيانة والتآمر على الوطن» فالإخوانى شعاره «طز فى مصر واللى فى مصر»، وهو يكره جيش بلاده ذا الأيدى وشرطته والشعب كله، ويتحالف مع الحمساوى والتركى والقطرى والأمريكى والتكفيرى على بلاده، وهدفه تدمير البلاد وتخريب بنيتها التحتية وشوارعها وميادينها وحرق مبانيها وتهديد أمنها القومى، ولقد رأينا صنيع الإخوانى جِبْرِيل فى دعاء ليلة القدر، وصنيع سائر الإخوان الذين أمّوا صلوات القيام فى رمضان، حيث ضن أمثلهم طريقةً على جيش الكنانة بالدعاء، وعلى ولى الأمر، ووقف على الحياد بين الشعب ومن يزرع القنابل والمتفجرات فى ربوع مصر. وأشد أعراض المتلازمة فتكاً بصاحبها هو «إنكار الأمر الواقع» وعدم التصديق به، والعيش فى الخيال والأوهام والسراب كما رأينا بعد الثلاثين من يونيو. هذا المرض لا يعيى الأطباء ولا آحاد الناس تشخيصه لوضوح أعراضه؛ وهناك فريق من المرضى يظن أنه بقوله أنا مش إخوان «بس بأحبهم أو بأعطف عليهم أو ضد الظلم»... إلخ، فإنه قد أخرج نفسه من دائرتهم؛ كلا، هذا ما يظنونه، وتشهد عليهم وجوههم وألسنتهم وأيديهم وجوارحهم، إنهم منهم، طابور الخونة الخامس الإخوان.