انزعجت كثيراً عندما قرأت ما كتبه الإعلامى الكبير حمدى قنديل عن إصابة زوجته الفنانة الكبيرة نجلاء فتحى بالتهاب في الكبد نتيجة الحقنة البيولوجية التي تُعالَج بها في زيوريخ بسويسرا، بالطبع انزعجت، لأننى من عشاق فن وأداء الفنانة نجلاء فتحى، ولكننى انزعجت أكثر، لأننى بحكم تخصصى كنت قد بدأت أتفاءل بهذا الدواء ونتائجه التي شاهدت تأثيرها على بعض الحالات في عدة مؤتمرات، ولم أسمع مطلقاً ولم أقرأ في أي مرجع أو مجلة علمية متخصصة في الأمراض الجلدية عن التهاب الكبد كعَرَض جانبى لهذه الحقنة، ولأننى أعرف أن الكبد الدهنى عادة ما يصاحب مرض الصدفية في مراحله المتقدمة، الذي يعتبرها الإخصائيون الآن ليس مرضاً جلدياً فقط ولكنه شبه سيندروم، أو مجموعة أمراض متضامنة متلازمة تصيب الجلد والكبد والمفاصل.. إلخ، ولأننى تساءلت: ما علاقة حقنة بدخول فيروس ليُحدِث التهاباً؟! فقد توجهت بأسئلتى وأرسلتها إلى سويسرا، حيث جاءنى الرد على الإيميل من مدينة بازل من الباحثين الذين يعملون على هذا الدواء في تلك الشركة، وكانت الإجابة أنه لا علاقة على الإطلاق بين العلاج والتهاب الكبد، وأنه لا توجد حالة من ضمن الخمسة آلاف حالة التي أجريت عليها التجارب قد ظهر عليها هذا الالتهاب كعَرَض جانبى، وأنه لو حدثت أي عدوى يُوقَف علاج الصدفية بالحقن حتى تُعالَج العدوى، وبعد أن وصلنى الإيميل نشر الصديق الأب بطرس دانيال على صفحته الشخصية نص مكالمته مع نجلاء فتحى، والتى قال فيها: «رسالة شخصية من الفنانة القديرة نجلاء فتحى، بعد اتصال تليفونى للاطمئنان على صحتها.. العزيز الأب بطرس، أنا مررت بأزمة في الكبد نتيجة تناول أدوية، ومن المعروف أن جميع الأدوية تؤثر على الكبد بنسب مختلفة، ولكن الآن الكبد في حالة أفضل، وسنُجرى تحليلا يوم الإثنين، ثم أبدأ بمشيئة الله في أخذ الحقن للصدفية»، وفهمت من المكالمة أنه من الممكن أن تكون قد ارتفعت إنزيمات الكبد مثلاً مثلما ترتفع بعد تناول بعض المضادات الحيوية أو شىء من هذا القبيل، إذن لفظ ومصطلح التهاب ليس لفظاً علمياً وطبياً دقيقاً، وإذا كان الأستاذ حمدى قنديل معذوراً- لأنه ليس متخصصاً وفى نفس الوقت يعيش توتر متابعة حالة زوجته التي يحبها ويحترمها ويخاف عليها- إلا أن الصحافة المفروض أنها علميا غير معذورة في عدم تحرى الدقة وعدم ضبط المصطلح علمياً، لذلك سأكتب بعض المعلومات سريعاً عن تلك الحقنة، لتعم الفائدة، وليطمئن المرضى الذين سألونى عن حقيقة التهاب الكبد. الاسم التجارى: كوزنتكس Cosentyx الاسم العلمى: secukinumab طريقة العمل: هي ضمن طائفة الأدوية البيولوجية، لكنها متخصصة في تثبيط عمل جزيئات اسمها إنترلوكين 17، تنطلق من كرات الدم البيضاء، وتتسبب في التهابات الصدفية وآثارها الرهيبة على المفاصل. ما الحالات التي تعالجها الحقنة؟ لا تُستخدم في الحالات الخفيفة التي تعالجها المراهم، لكن استخدامها مقصور على الحالات الشديدة التي تتجمع فيها القشور متلاصقة وكثيفة وتتأثر فيها المفاصل. درجة النجاح ونسب الشفاء: أُعلن في مؤتمر سان فرانسيسكو الأخير، أحدث نتائج حقنة الكوزنتكس، وهى سبعة مرضى صدفية من عشرة ممن كانت نسبتهم 75% شفاء بعد 52 أسبوعا، اختفت الصدفية بنسبة أكبر من 90% بعد سنتين من العلاج بجرعة 300 مجم. الأعراض الجانبية: التهاب الحلق والأنف 12%، الإسهال 4%، عدوى الجهاز التنفسى 3%، هربس الفم 1%، طفح جلدى 1%، لا يؤخذ مع تطعيمات ولا لمريض درن، ومازال حتى الآن لا توجد دراسات على استخدامه مع الرضاعة. الجرعة: متوفرة في حقنة جاهزة 150 مجم ومعها قلمها الخاص، ويُوصى بجرعة 300 مجم تحت الجلد أسبوعيا لمدة شهر، ثم شهرياً، وأحياناً تُخفض إلى 150 مجم. التكلفة: السعر لم يستقر بعد في كل الدول، لأنه حتى في أوروبا نفسها محدود ببلاد معينة، لكن الحقنة الـ 150 مجم ثمنها 2052 دولارا.