مركز الحسد يقع فى وسط مقدمة الجبهة!!، هذا الكلام ليس فقرة كوميدية من مسرحية هزلية، وليس عبارة قيلت على لسان اللمبى، ولا فقرة من فقرات برنامج ريهام سعيد، لكنها مكتوبة فى أكبر جريدة مصرية وعربية ضمن موضوع كبير احتل ثلاثة أرباع الصفحة، هذه العبارة التى تنتمى لدنيا الهرتلات وعالم الترامادول كُتبت فى أهرام الجمعة بقلم الصحفى الكبير أحمد البرى، المسؤول عن أهم وأشهر باب فيها وهو البريد، والذى كان يشرف عليه الراحل عبدالوهاب مطاوع!!، الرسالة التى وصلت بريد الجمعة طويلة وتفاصيلها متشعبة، لكن المهم فيها هو أن السيدة صاحبة الرسالة تشكو من أنها قد تحوّلت إلى شرارة الذى نعرفه من خلال مسلسل محمد عوض الشهير، فهى عندما تنظر إلى زوجة سعيدة تتشنكل على الأرض، وعندما تنظر إلى جارة مشرقة وهى تفتح باب شقتها فإذا بالمفتاح ينكسر داخل الباب... إلخ، فيرد عليها الأستاذ الصحفى الكبير على نصف صفحة شارحاً لها التفسير العلمى لهذه الظاهرة الشنكلية المفتاحية الشرارية، قائلاً، لا فضّ فوه ولا نجح حاسدوه: «والحسد له تفسير علمى بأنه موجات طاقة سالبة تخرج من الحاسد عند تركيز نظره أو فكره على شىء ما أو شخص ما، وتصيب هذه الموجات المحسود، فتؤدى به إلى أعراض مرضية أو وقوع مكروه له، أو كسر بعض الأشياء، وغير ذلك من الأشياء الواقعة فى حياتنا، وتسمى هذه الطاقة السالبة بـ(العين الثالثة)، وهى مركز تجميع وخروج تلك الطاقة، وتقع فى وسط مقدمة الجبهة تجاه الشىء أو الفرد المحسود، وتؤثر سلبياً فى الطاقة الكونية المحيطة به، أو ما يُسمى الهالة أو الحقل الكهرومغناطيسى، وتنتج عن ذلك أعراض مرضية نسميها (الحسد)»، انتهى التحليل اللوذعى لأسطورة الصحافة الأهرامية والذى يستحق عليه جائزة نوبل من خالتى بمبه وعمنا الألوسى الفلكى!، أتصور الأهرام بعد هذا الاكتشاف المثير وقد وضعت خرزة زرقاء على مدخل مبناها العظيم المنيف، وحولت الدور السادس الذى كان يضم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ولويس عوض وزكى نجيب ويوسف إدريس، إلى كودية زار ومكان لفك الأعمال وفتح المندل وتلقى هدايا ضوافر الهدهد اليتيم وقوانص الغراب الأرمل!!، إلى كل من سخر من ريهام سعيد وبرامج الجن والعفاريت وأنا منهم، لماذا تندهشون والأهرام يقدم لكم نفس الوجبة بنفس المنيو، عين ثالثة مع سلطة طاقة سالبة مع بابا غنوج طاقة كونية وحقل كهرومغناطيسى، ويا خسارة يا مصر، ويا خسارة يا أهرام، يا من كنتِ مركزاً للتنوير ذات يوم.