هما الرؤساء مابيشوفوش إلا القنوات المشفرة ولا إيه؟!!، سؤال باغتنى وعلامة استفهام فرضت نفسها عندما وجدت أن الانتقاد والتعليق الوحيد للرئيس السيسى على الإعلام فى خطابه الأخير كان عن مذيع بعينه يشارك فى برنامج بقناة الأوربت!، وبالنسبة للرئيس السابق مبارك عندما كان فى الحكم كانت مداخلاته الشهيرة تختص بها قناة الأوربت!، هل الشعب يشاهد قنوات والرئيس يشاهد قنوات أخرى؟ هل الناس بتتفرج على المفتوح والرئيس بيتفرج على المشفر؟! ولو مددنا الخط على استقامته وحللنا وتأملنا مسألة التشفير وتساءلنا: هل هناك مجموعة محيطة بالرئيس تريد تشفيره وتسعى إلى احتكار باسوورد الرئاسة وحق فك الشفرة الحصرى لتلك المؤسسة؟ الشعب لا يشاهد المشفر إلا عبر حرامى الدش أو من خلال الوصلة، وتعريف الوصلة لمن يجهلها هى سلك يلف الحارة ويتشعب عبر البيوت ومصدره مواطن فهلوى رأسماله ريسيفر osn واشتراك «إيه آر تى» وقنوات الجزيرة الرياضية، ويدفع أفراد الحارة اشتراك الوصلة ومن يتخلف عن الدفع فالمقص مصيره وقطع الإشارة هى عقابه!!، وعندما حدث اللغط والجدل حول تدهور أحوال ماسبيرو والتى كان يعرفها القاصى والدانى لكنها لم تتفجر بقوة إلا عندما طرحها برنامج ساخر فى «إم بى سى مصر»، تساءلنا: هل لو كان الرئيس يشاهد قنوات ماسبيرو، هل كنا وصلنا إلى هذا الحال المزرى؟ لا أتذكر أن الرئيس زار مبنى ماسبيرو، لا أتذكر أن الرئيس وقت الترشح للانتخابات الرئاسية اهتم بأن يُستضاف على القناة الأولى أو الفضائية، جزء كبير من حل مشكلة الإعلام المرئى هو فى تقوية ماسبيرو وحل مشاكله المزمنة السرطانية، ليس الحل غايته أن أصنع إعلاماً يطبل للرئيس ولكن أن أصنع إعلاماً يغطى اهتمامات كل الناس وليس قطاعاً منهم، عينه على المواطن وليس المعلن، لا نريد البرافدا السوفيتية، ولا صوت عرب أحمد سعيد، ولا نشرات المحافظات، ولا أناشيد طابور المدرسة، لكننا نريد سلاحاً إعلامياً يخطط ويعلم ويشارك فى البناء وصناعة الوعى وصياغة الفكر، هناك جزء من الثقافة هو بمثابة الصناعة الثقيلة التى لن يقدم عليها ويغامر فيها إلا الدولة القوية، مثلما تصدت هيئة الكتاب لإصدار نوعية كتب لن يصدرها القطاع الخاص أبداً، لابد أيضاً أن يتصدى التليفزيون المصرى لهذه النوعية من التصنيع الثقافى الثقيل. صفوت الشريف أثقل كاهل الإذاعة والتليفزيون بقنوات ومحطات إذاعية لمجرد الفشخرة واستعراض العضلات وتثبيت الكرسى وزرع وهم أنه لا يمكن الاستغناء عنه، وبإطلالة بسيطة على طابور قنوات النيل الطويل من أسرة وكوميدى ودراما لابد أن تتساءل: ما هى الفائدة والعائد من تلك القنوات؟ من خلال إدارة مؤشر الراديو على إذاعات الـ24 ساعة التى أضيفت فى أواخر عهد صفوت الشريف مثل إذاعة الكبار وغيرها... إلخ، هل يسمعها أحد؟! إنها قنوات وإذاعات مفتوحة اسماً ومجازاً، ومشفرة واقعاً وحقيقة، مثل أشياء كثيرة من السلطة إلى القاع، الاسم مفتوحة والحقيقة أنها مشفرة، بينها وبين الواقع شفرة وباسوورد وكلمة سر.