وصلتنى ردود فعل كثيرة على ما كتبته عن تصريحات أحد أساتذة العيون المضللة عن علاج الأمراض المستعصية للعيون بالخلايا الجذعية، لكننى مازلت أنتظر رد رئيس قسم طب وجراحة العيون بطب قصر العينى، الذى ينتمى إليه الأستاذ الذى عرض أمر العلاج بالخلايا الجذعية على أنه يجرى الآن ولم يحذر الناس ولم يذكر أنه مازال فى طور التجارب المعملية وأن من يمارسه فى عيادته الآن مجرم آثم خائن لقسم المهنة وضمير وقدسية واحترام الشهادة التى يحملها، لذلك أنشر اليوم رداً كان قد وصلنى من جمعية الشبكية المصرية، حينما أثير الموضوع منذ فترة قريبة بنفس الطريقة الدعائية على إحدى الفضائيات الشهيرة، يقول بيان جمعية الشبكية والجسم الزجاجى: لوحظ فى الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة علاج التهاب الشبكية التلونى وضمور العصب البصرى عن طريق الحقن للخلايا الجذعية داخل العين بصورة تجارية، والجمعية المصرية للشبكية والجسم الزجاجى، من منطلق مسؤوليتها ناحية المرضى والأطباء فى مجال تخصصها، توضح الحقائق التالية: أولاً: العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج التهاب الشبكية التلونى أو ضمور العصب البصرى هو علاج لم يخرج عن طور التجارب حتى الآن ولا توجد نتائج علمية محددة تثبت فائدة هذا العلاج للمرضى، ولذلك فإنه من هذا المنطلق هناك ضوابط لابد من مراعاتها قبل تطبيق تلك التجارب العلمية: - أن يكون فى مؤسسة بحثية كالجامعات أو المعاهد العلمية، تحت إشراف أساتذة من أصحاب التخصص والخبرة. - أن يتم الحصول على موافقة من لجنة مراجعة آداب الأبحاث العلمية بعد تقديم بروتوكول مفصل بطريقة تحضير الخلايا وحقنها وخلافه. - أن يتم الحصول على موافقة كتابية من المريض بدخول التجربة العلمية وإخطاره بكل المضاعفات أو المشاكل التى قد يتعرض لها. ثانياً: تهيب الجمعية المصرية للشبكية والجسم الزجاجى بالجهات المسؤولة أن تقوم برصد ومراجعة هذه الممارسات غير القانونية واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات للحفاظ على صحة المرضى. انتهى بيان جمعية الشبكية، ولكن المشكلة لم تنته، على وزارة الصحة أن تبدأ المواجهة، وعليها محاسبة كل من تسول له نفسه إجراء أى تجارب مازالت قيد البحث على المرضى، لابد أن نعرف أن الخلايا الجذعية فتح جديد وثورة شاملة فى عالم الطب ستجعل تاريخ الطب ينقسم إلى مرحلتين، هما ما قبل وما بعد الخلايا الجذعية، لكن كل هذا مازال داخل المعامل ومازال فى طور التجارب ومازال يخضع للمزيد من الدراسات والأبحاث، ولا يمكن أن يكون لعبة فى يد هواة يحصدون الملايين من تجارة الأوهام وخداع الغلابة . وفى النهاية أتساءل: كيف تسمح وزارة الصحة لأى طبيب بأن يخون إنسانيته ويخون قسمه ويخون ضميره وينصب على مريض بحقن خلايا جذعية داخل عينه أو خصيته لعلاج مرض هو أول من يعرف أنه لن يعالَج بهذه الطريقة؟ يعرف جيداً أنه يتاجر بأحلام هذا المريض فى الشفاء، متأكداً تماماً من أن هذا المريض باع كل ما يملك حتى أثاث بيته واستلف كمان من أجل تسديد قيمة عملية نصب وسبوبة جشع وخيانة أمانة، إنها قمة الخسة والانحطاط أن نتاجر بالعمى، ولكنه أعمى بصيرة يعالج أعمى بصر. ومازال السؤال هو المثل الشعبى كان بيقول العين عليها حارس، أم عليها سارق؟!!