كنا دائماً نتشوق كشعب إلى مشروع قومى كبير نلتف حوله مثلما حدث مع مشروع السد العالى، وكانت عبارة «تكبير الأهداف الوطنية» ماثلة ومتجسدة أمام أعيننا رغبة فى إنقاذنا من الأهداف والتفاصيل الصغيرة التافهة التى غرقنا فيها حتى آذاننا منذ عصر مبارك، حتى جاء البرلمانى الكبير د. سعيد حساسين بمشروعه القومى العظيم الذى لم يتغير فيه إلا حرف واحد فقط فصرنا ننتظر «تكبير الأرداف الوطنية»!! https://www.youtube.com/watch?v=TfdTFUNaNQs&feature=youtu.be يشرح النائب المبجل كيفية تنفيذ المشروع فى الفيديو المرفق رابطه، مجرد ملعقة عسل وملعقة نشا وملعقة قشطة على الأرداف، ويفضل ومن المستحسن استخدام الوصفة البرلمانية السحرية لمدة ستة شهور متتالية، ستحصلين سيدتى على مؤخرة أنثى الخرتيت!! أعجبتنى دقة تقدير الجرعة الدوائية رغم أن د. حساسين، أكرمه الله وأبقاه ذخراً لنا وللحياة البرلمانية، لم يشرح لنا هل هذا الخليط السحرى كريم أم مرهم أم لبوس؟! وما طريقة الدهان، هل هى الرولة التى يستخدمها النقاشون فى دهان الحوائط ولصق ورق الحائط أم هى الجلوس داخل بانيو أو طشت ممتلئ بالعسل والنشا والقشطة لمدة ستة شهور؟! أعترف لكم بأن هذه الأسئلة قد حيرتنى كطبيب، واستفزت معلوماتى المتواضعة كمتابع لأحدث الاكتشافات الطبية فى المجلات العلمية المحكمة، لكن ما دام د. حساسين قد قالها، وهو البرلمانى المنتخب وصاحب الفضائية الشهيرة، فلابد أن نصدق ونقول آمين، لكن من حق من منحوه أصواتهم أن يفهموا فارماكولوجى خلطة النشا والقشطة، فنحن كجمهور غلبان غير متعلم نحب د. حساسين فعلاً رغم كل ما أثارته الصحافة المغرضة من صدور أحكام قضائية ضده واتهامات جائرة تحكمها الغيرة هنا وهناك بالنصب والدجل وممارسات غير طبية مثل الحجامة وغيرها، ورغم ذلك منحناه أصواتنا لأننا كنا ننتظر مشروعه الوطنى الكبير وها هو قد اقترب تحقيقه، لكن ما أزعجنى حقيقة هو سؤال وصلنى من زوجة صديق يقطن فى دائرته الانتخابية، سألتنى: وماذا لو تضخمت الأرداف وتعدت الحدود المسموح بنفخها دولياً؟! وماذا لو شد النشا وتحول إلى صورة أسمنتية خرسانية تنتمى إلى المدرسة التكعيبية؟ أرسلت السؤال forward إلى العزيزة كيم كارديشان، التى نشرت هذا الهوس فى العالم، فأرسلت رسالة غاضبة تستنكر فيها أن تحدث أى أعراض جانبية لوصفة حساسين، نائب البرلمان الذى وضع الوصفة فى البرطمان، فهو قد حدد الجرعة وعدد الملاعق ومدة الدهان بكل دقة وبطريقة النانوقشطولوجى، ولا توجد أى مبررات للخبطة أو حدوث مضاعفات. وأصدرت «كارديشان» نداء يطلب من المصريين أن يكونوا على مستوى الحدث وأن يرتفعوا لمستوى تفكير وإبداع د. حساسين، هكذا قدر كل المبدعين أن يسبقوا زمانهم ولا يُفهموا إلا بعد مرور السنين وأحياناً القرون، لذلك أطالب بمنح جائزة نوبل فى الطب لعام 2016 للدكتور حساسين على هذه الخلطة التى من الممكن أن تطبق استخداماتها فى تكبير مناطق استراتيجية أخرى فى جسم الإنسان، ومن الممكن أن تكون دليلاً قوياً على صحة نظرية التطور، فهى من الممكن أن تحول الإنسان من مرحلة الرجل الهوموسابينس البركة إلى مرحلة الرجل الأخضر المغوار!! فليكن هذا هو هدفنا القومى الوطنى المرتقب بدلاً من أن نظل فى مؤخرة الأمم!!