حتى هذه اللحظة لم تصلنى إجابة مستشفى وادى النيل عن سؤالى بالنسبة للعلاج بالخلايا الجذعية التى استقدموا من أجلها خبيراً من النمسا وهل هى تشفى الشلل الدماغى وضمور العضلات والتوحد؟!، وهل لو هذا الخبير جاء ليُجرى أبحاثاً، هل هى أبحاث بالمجان لا يدفع المريض مقابلها، وهل يعرف المريض أنها أبحاث ووقّع على ذلك؟! وما هو بروتوكول البحث على هؤلاء المرضى؟!! اختار المستشفى إهمال السؤال، وهو للأسف أسلوب لم يعد ينفع فى هذا الزمن، اختار أن يعلن فى جميع الجرائد حصوله على شهادة الاعتماد، وهذا جميل ورائع، ومن حقه، وأنا أول من كتبت عن سمعة هذا الصرح الطبى المحترمة، وهو ما جعلنى أطرح سؤالى وجعلنى مصدوماً من اللامبالاة بسؤال خطير يتعلق بصحة بشر وأسلوب علاج ومنهج علمى وطبى لا بد أن يطبق على الجميع بلا استثناءات. للأسف راسلنى واحد من كبار الأطباء هناك ولكن ليس بصفة رسمية ولا أعرف هل كان موكلاً من إدارة المستشفى أم لا، ولكن المراسلة لم تكن على الصحيفة ولكنها كانت بشكل شخصى لذلك لن أذكر اسمه لأننى لم أستأذنه فى ذلك، كلما سألته سؤالاً مباشراً عن مدى علمية وقانونية علاج الشلل بالخلايا الجذعية يتهرب من الإجابة ويقول: ندعوك لزيارة مركز أبحاث الخلايا الجذعية عندنا، فهو على أحدث مستوى، أنا لا أشكك فى مستوى مركز البحث لدى المستشفى، ولكنى أتساءل مجرد تساؤل دفعنى إليه فحوى الإعلان الذى أرفضه، هل ما يجرى من علاج شلل بالخلايا الجذعية بحث أم علاج؟ وعندما اشتعلت المناقشة وأحس الطرف الآخر بالحرج كان رده بأن المكتوب فى الإعلان هو كلمة مناظرة وليس علاجاً!! قلت له: ذكّرتنى يا دكتور بأيام ما سمينا الهزيمة نكسة وارتفاع الأسعار تحريكاً أسعار.. . إلخ. العلم يا أستاذى لا يعرف تدليع المصطلحات ولا تخفيف الأسماء والالتفاف عليها، مناظرة يعنى علاج، أنا حزين من سياسة اقتل الأسئلة بالتجاهل التى تطبقها مؤسسات كثيرة فى الدولة، حزين من اعتبار صاحب أى انتقاد لصالح البلد وحماية لمؤسساته المهمة من خدش سمعتها، اعتباره عميلاً خائناً حاقداً. فى زمن وعصر انفجار المعلومات والمعرفة لم يعد ينفع هذا الأسلوب التجاهلى الذى كان مجدياً فى العصر الجاهلى!! القضية ليست قضية مستشفى معين ولكنها قضية طريقة تفكير ومنهج وأسلوب تناول للمشاكل، هل نحن نتعامل بالعلم؟ هل هناك جهات مستثناة من القوانين الضابطة للبحث والعلاج؟! لا بد أن يظلنا جميعاً فى طرق البحث والعلاج مظلة المنهج العلمى والطب القائم على الدليل ورأى منظمة الأدوية «إف دى ايه» والبروتوكولات المتفق عليها... إلخ، انتهى زمن ما تيجى نجرب ونعالج على مزاجنا يا صابت يا خابت، غرضى هو المصلحة العامة ومن ضمنها مصلحة المستشفى نفسه، وعندما تصلنى الإجابة سيشرفنى زيارة المستشفى للاطلاع على منجزاته ومعامله وأبحاثه وللحوار مع أطبائه الذين معظمهم أصدقائى وأساتذتى.