أخبرنى مسئول مكتب «مصر للطيران» فى اليونان أن من تقف إلى جانبى فى الطابور أمام باب الطائرة هى وزيرة السياحة اليونانية إيلينا كونتورا، التى أصرت على ركوب رحلة «مصر للطيران» تشجيعاً للشركة وتكريماً لها وتوصيل رسالة للجميع بأن تلك الشركة المصرية الوطنية شركة تستحق الاحترام والتقدير، وصلت الوزيرة على رأس وفد يضم 25 شخصاً يمثلون أكبر منظمى الرحلات فى اليونان فى زيارة لمصر تستغرق 3 أيام لبحث سبل تنشيط الحركة السياحية بين البلدين، رفضت الوزيرة اللفتة الكريمة من مدير المكتب بنقلها من الدرجة الاقتصادية للبيزنس، اندهشت لرفض من هى فى مثل منصبها لهذه الهدية، واندهشت وتعجبت أكثر لسفرها أصلاً على درجة الـ«Economy»، وهى التى تستطيع كوزيرة أن تستأجر طائرة خاصة!!، إنه سلوك رفض «الفشخرة» واستغلال النفوذ، وهو لديها سلوك فطرى وليس مفتعلاً تعلمته من المدرسة والأسرة والشارع، من خلال حوار قصير معها عرفت أنها عاشقة لمصر وتثق تماماً فى أن السياحة ستعود مزدهرة لمصر لأنها تستحق وبجدارة أن تكون أهم بلد سياحى فى الدنيا، لكن كان لى عتاب بسيط على كابتن الطائرة الذى كان فى منتهى المهارة فى القيادة لكن فاته أن يقدم التحية للوزيرة حتى نصفق لها ونحييها نحن أيضاً على تصرفها الحضارى وحبها وعشقها لهذا البلد، أعرف أنها لا تحتاج إلى تصفيقنا أو تحيتنا، لكن أنا أناقش وأفتح ملفاً مهماً وهو أن يكون كل منا إعلامياً فى مكانه، أن يصبح مراسلاً لبلده سواء كان طبيباً أو مهندساً أو طياراً أو بقالاً أو بائعاً فى خان الخليلى أو خادماً فى مسجد أثرى.. إلخ، كن إعلاناً سياحياً متنقلاً من لحم ودم بسلوكك وتصرفاتك، فالكابتن مثلاً بهذه المجاملة الرقيقة التى سيتلوها احتفاء الركاب بالوزيرة هو تصرف إعلامى إعلانى دعائى لمصر، نحن قد أصابنا اليأس من هيئة استعلاماتنا البائسة، فلنتحول كبشر إلى هيئة استعلامات متنقلة فى الخارج قبل الداخل، هيئة استعلامات ليست من الحجر لكنها من البشر، ليكن كل منا برنامجاً دعائياً لمصر، بروشور ولافتة سياحية، منشوراً مروجاً محبباً للناس لزيارة هذا البلد، مجاملتك، ابتسامتك، طاقتك الإيجابية، وصفك لمعالم بلدك، حفظك لتفاصيل تاريخك، اعتزازك بوطنك.. إلخ، كل هذا يجعل منك مرشداً سياحياً بدرجة مواطن، مرشداً سياحياً لا مرشداً إخوانياً، مرشداً سياحياً بدون شهادة كلية السياحة ولكن بشهادة وصك الوطنية والانتماء.