فوجئت بالدكتورة إيناس شلتوت، أستاذة السكر المعروفة تصرخ فى التليفون قائلة: الحقنى كارثة لمرضى السكر فى مصر، جريمة مكتملة الأركان شارك فيها للأسف مطرب محبوب حاصل على الدكتوراه، وهو إيهاب توفيق!!، إنه يعلن على التليفزيون عن دواء وهمى اسمه جود باى ديابيتس، ويتداوله الناس على أنه اختراع سعودى أمريكى!، وهو طبعاً دواء مضروب يروج بالنصب والدجل وللأسف يشتريه مرضى السكر فى مصر بالملايين، لم أصدق إلا عندما شاهدت بعينى الإعلان وهذا هو رابطه http: //youtu.be/yr1bZsUrDXQ لكل من يريد أن يتقيأ ويلطم على حال العقل المصرى الذى هبط إلى الدرك الأسفل من الحضيض لدرجة أن يتسول فنان المفروض أنه من صناع الوعى ورموز القوى الناعمة رضا السعوديين ويغازلهم من أجل بضعة ريالات لا يهمه بعدها كم من المصريين مات وتدهورت حالته بعد ترك وإهمال الدواء العلمى الصحيح وتناول كفتة الحاج إيهاب توفيق!!، الإعلان فضلاً عن رداءته وفجاجته هو إعلان لزج حقير ممل وإجرامى بامتياز، ولا توجد ثغرة يستطيع إيهاب توفيق أن يبرر ويمرر حججه منها، فإن كان يغنى لشىء لم يشاهده، فهو ينتمى لطائفة الذين لا يحميهم القانون، لأنهم.... ليسوا أبرياء، وإن كان يغنى لشىء شاهده، فهو شريك أصلى فى الجريمة، لأنه شاهد مجرد كيس أو برطمان يعرف أنه وهم وخداع ولم يصادفه فى أى صيدلية محترمة، يبدأ الإعلان القنبلة بإيهاب توفيق يبشرنا قائلاً مبروك لكل السعوديين، مبروك لكل المصريين، ثم تتغير النغمة لهز الوسط على واحدة ونص على جملة علاجنا حصرى أمريكى عصرى، فيرد الكورس جود باى ديابيتس، وهذا يعنى فى اللغة العربية بالسلامة يا سكر بالسلامة، انتظرت أن تخرج مريضات السكر من البلكونة التى يغنى فيها الحاج إيهاب توفيق ليتراقصن على أنغام الدفوف، لكن هذا لم يحدث، تذكرت أن الإعلان سعودى وحرام أن تظهر فيه فتاة متبرجة، لكن حلال طبعاً أن ننصب على الناس ونضحك عليهم ونموتهم ونسرق فلوسهم، المهم أن إيهاب توفيق يداعب الغدة الدينية لدى شعبنا الغلبان قائلاً إن الدواء هدية من أرض الحرمين فى خلطة سحرية لأبوقرش على أبوقرشين!!، وهكذا ضرب طيرين أبابيليين بحجر واحد، أرضى الملياردير السعودى صاحب الخزنة وصرة الريالات وأيضاً أرضى وغازل جمهوره المصرى الأصيل!!، كيف فعل إيهاب مثل هذا الهراء، وكيف ارتكب مثل هذه الهرتلات؟!، أنا حزين على هذا الفنان الذى كان مبشراً منذ ألبومه الأول وشهد له موسيقار الأجيال عبدالوهاب فى مسابقة الغناء، حزين على هذا المستوى من الانحدار الذى لم يقتصر على أغنية رديئة فقط، ولكنه احتوى على تضليل وخداع ونصب وفجور، اخدعوا الناس فى أى شىء إلا الصحة، تاجروا فى أى شىء إلا المرض، ارحموا المرضى من سعار المال وجشع البنكنوت الذى أصابكم، وجود باى فن أصيل، جود باى إبداع حقيقى، حقاً يجوع الفنان ولا يأكل بإعلان ديابيتس.