طالب د. أحمد الطحاوى، نائب البرلمان المحترم والأستاذ فى كلية الطب وعضو لجنة الصحة والمرشح على قائمة حب مصر، طالب سيادته لا فُض فوه بختان البنات، وقال إن ترك البنات بلا ختان أمر لا يصح لأن عدم الختان يسبب تلوثاً وإثارة جنسية للبنت غير مرغوب فيها!! وأضاف، عظّم الله أجره، قائلاً بمنتهى الفصاحة والوضوح: «إحنا ناخد رأى الشرع فى مسألة ختان الإناث وليس رأى وزير الصحة ولا غيره، والنبى قال: اخفضى ولا تجورى.. ويا ريت ماناخدش قضية ختان الإناث إنها مُسلّم بها من الغرب»!! أولاً وقبل مناقشة وتفنيد هذا الكلام الذى لا يمت للعلم بصلة والذى أقل ما يقال عنه أنه كلام مرسل ينتمى لعالم الأوهام والأساطير، لا بد أن أؤكد أن سيادة النائب الذى يحرض على جريمة الختان، وهذا هو التوصيف القانونى والإنسانى لها، لا بد من محاسبته على مثل هذا الكلام الذى يضفى مصداقية وتبريراً لهذا العمل البربرى الإجرامى البشع، أما التوصيف العلمى فأتحدى النائب الأستاذ بأن يأتى بكتاب واحد فى طب النساء يذكر، ولا أقول يؤيد، ختان البنات على أنه إجراء طبى، هو يُذكر كعمل إجرامى وعادة همجية تحت اسم البتر التناسلى أو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث Female genital mutilation، ليس له اسم آخر فى كتب الطب التى نلجأ إليها جميعاً، بما فينا سيادتك، فى أمراض الجهاز الدورى والجهاز الهضمى.. إلخ، والتى لا أدرى لماذا تُحدث لسيادتك أرتيكاريا فترفض تلك الكتب العلمية عند مناقشة الجهاز التناسلى الذى تمنح شفرته وصكوكه وحق صيانته وقطعه وتحديد مقاساته للشيوخ توكيلاً حصرياً!! يا سيادة النائب المبجل كاره البظر وعدو الإثارة وحامى حمى الأخلاق، أنا مقدّر لغيرتك على الأخلاق وحماسك فى الحفاظ على العفة، ولذلك أنصحك برفع سقف البتر والمطالبة بقطع وبتر دماغ البنت لأن فيه المخ مركز الإثارة ومستقبل الإشارات والأفكار الفظيعة الوحشة الفاسقة الماجنة العيب الكخ قليلة الأدب والحيا!! الإثارة التى هى حق للرجل الفحل فقط والتى نستورد لها الفياجرا ونهربها بالملايين لكى نرضى الذكر شهريار، لكن هى فى ستين داهية، هيا كمان عايزة تستمتع؟! يا عيب الشوم، واغوثاه وابرلماناه!! وأتمنى من حضرتك استيراد جهاز «البظروميتر» لقياس كمية وتحديد حتة الجلدة التى سنقصها والتى تضايق سيادتكم والتى جعلتك لا تنام من القلق على أخلاقنا. يا سيادة النائب، ختان البنات لا يفتى فيه إلا الأطباء، وكفانا تمحكاً فى أحاديث غير صحيحة نستخدمها لخدمة تقاليد بالية وعادات همجية متعفنة تفضحنا فى العالم كله، وحتى بفرض صحة لجوئك لهذا الحديث «اخفضى ولا تجورى»، هل عندما تقول لشخص اشرب خمسة سجائر بدلاً من علبتين تكون مشجعاً على شرب السجائر؟ وهل السعودية يا أستاذ الطب يا غيور على الدين حضن الكعبة ودول الخليج الإسلامية وليبيا وإندونيسيا.. إلخ فيها ختان بنات؟ هل قرأت يا نائب البرلمان المحترم جداً المتدين جداً الزعلان من بظر البنات جداً جداً عن أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد ختن بناته؟ هل لم تعرف يا طبيب أن ختان البنات هو جرح عمدى يُحدث ضرراً وله عقاب نريد تغليظه أكثر وأكثر؟! هل النائب الذى ينادى بإحداث هذا الجرح العمدى لبنت غير مريضة والذى أقسم على الحفاظ على أجساد مرضاه فى النقابة والكلية وأقسم على احترام القانون فى مجلس النواب، هل هو يستحق الجلوس فى مقعد لجنة الصحة أو فى البرلمان أصلاً؟ المصيبة والكارثة أن سيادة النائب ليس من الإخوان ولا ينتمى للسلفيين، مما يجعلنا نحزن على عقل مصر الذى دُمرت كل خلاياه بفيروس الدروشة الذى طال الجميع وأصاب الكل ولم يعد يفرق بين من يرتدى الجلباب القصير وبين من يرتدى السينيه!!