اتفق أو اختلف مع «السيسى» ما شئت هذا حقك لكن لا تستطيع إنكار أن ما حدث فى ٣٠ يونيو فى مصر كان مخططاً له بذكاء عكس ما حدث فى ١٥ يوليو فى تركيا والذى تم بمنتهى الغباء والصربعة والعشوائية ولم يكن معبراً عن الناس هناك مثلما كان معبراً عن جموع الشعب هنا، هنا فى مصر نزل الناس بالملايين فى الشوارع مطالبين بعزل «مرسى» و«بديع» قبل تحرك الجيش، هناك كانت العربة أمام الحصان نزل جزء من الجيش فى الشارع ليفاجأ الناس، هنا كان الجيش على قلب رجل واحد، هناك الجيش منقسم ومخترق وهو نفس الاختراق الذى سيحدث عندنا لو الإخوان ظلوا فى الحكم ستة شهور أخرى، مقرات حزب العدالة والحرية وعلى رأسها قصر المقطم كانت قد سقطت قبل تحرك الجيش وبأيدى الشعب، أما هناك فى تركيا فحزب العدالة والتنمية كان بكل عافيته واستطاع أن يسيطر على الوضع، هنا فى مصر تم وضع «مرسى» تحت التحفظ مباشرة قبل تحرك الجيش إلى الشارع، أما هناك فى تركيا فـ«أردوغان» كان حراً طليقاً مما سمح له بالتعبئة، هنا أغلقت كل القنوات الدينية المحرضة داخل مدينة الإنتاج الإعلامى فى ضربة واحدة، عكس تركيا كانت الدبابات فى الشوارع دون أى ظهير إعلامى، باختصار هنا فى مصر كان الشعب مستعداً ومتعطشاً لإزاحة العصابة، كان الشعب يريد إسقاط الإخوان ويسقط يسقط حكم المرشد، وهناك كان الشعب يريد الحفاظ على المكسب الاقتصادى الذى حققه «أردوغان»، وهذا حق الأتراك، ولا تنسى أنه حتى هذه اللحظة لا يستطيع «أردوغان» أن يعيب فى «أتاتورك»، بل على العكس لجأ اليه فى خطابه من الموبايل مغازلاً مشاعر الناس ومتأكداً أن «أتاتورك» العلمانى ما زال يعيش فى قلوبهم.