15 مصاباً فى حادث تصادم أثناء موكب زفة فى دمياط ومن بين المصابين العريس والعروسة!!، مصرع ثلاث طبيبات امتياز فى طنطا صدمتهن سيارة مسرعة كانت فى زفة.. إلخ، مانشيتات وأخبار تثبت أننا صرنا شعباً عشوائياً بامتياز، جزء كبير من هذا الشعب أعتبره شعباً آخر إفراز 30 سنة تعليماً عشوائياً لم يعد يحمل أى جينات من التى كان يتميز بها المصرى وكنا نتغنى بها، أقولها بصراحة ووضوح لأننى أرى أمامى حماقات سلوكيات تنتمى إلى عالم البلطجة والجنون لا أجد لها تفسيراً ولا أرى لها حلاً حتى بتغليظ العقوبات، فقوانين المرور والغرامات والعقوبات التى تصل إلى حد السجن موجودة وتصدر بها تشريعات، لكن ما أن تسافر على الطريق حتى تجد أمامك سيارة نقل تسير عكس الاتجاه وتضرب النور فى وجهك، وهو يعلم جيداً أن عقوبة هذا السلوك الغبى الإجرامى هو الحبس، لكنه يرد عليك أغرب وأعجب رد من الممكن سماعه فى التاريخ، الرد البليغ بلاغة زمن العشوائيات هو: ربك بيستر!!، مواكب الزفاف أو ما نراه من طقوس الزفة فى شوارع وطرق مصر هو أكبر دليل على عشوائياتنا السلوكية المتدنية التى وصلت إلى قاع القاع، مش عارفين حتى نفرح أو نترجم فرحنا، فرحنا زائف وبهجتنا مصطنعة وكل الشباب المجنون الذى يقود السيارات فى هذا السيرك البهلوانى يفتعل الفرح، هو فقط شباب عاشق للشو ومحب للبلطجة وزاده الثقافى صفر، وجمجمته منزوعة القشرة المخية التى تميز جنس الإنسان العاقل، كلاكسات ورقص بالسيارات وسير عكس الاتجاه وسد طريق من كل الجوانب وإياك تعدى، اللى حيعدى مصيره الضرب والقتل ومصير سيارته التحطيم والتهشيم، ما كل هذا الجنون؟، أنت تشاهد حفلة زار فى عنبر الخطرين وليس موكب زفاف لعروسين، ضرب خراطيش فى السماء ورصاص فى الهواء ورقص بالسلاح الأبيض، وأحياناً يكون مع البعض رشاشات لزوم الفرح، بالله عليكم ما علاقة كل هذا الهبل والعته بالفرح والبهجة والسرور والزفاف، لماذا أصبحنا نصرخ ونجعر فى كل تفاصيل حياتنا بداية من مظاهر التدين كميكروفونات الجوامع وسد سلالم المصالح الحكومية بزوايا الصلاة، وحتى فرحة الزفاف التى تنتهى بالموت!!، هل صرنا فاشلين فى كل شىء بداية من توزيع لبن الأطفال وانتهاء بتوديع العروسين إلى بيت الزوجية، حيث السكن والسكينة؟!، ما ذنب طبيبات طنطا اللاتى رحلن فى عمر الزهور؟ أراهنكم أن الزفة كملت والموكب المهيب المهبب واصل طريقه بدون أدنى إحساس بالذنب أو الندم، ونفس الشاب الرقيع الأحمق أخرج جسمه من العربية وظل يرقص على الدركسيون وكأنه جون ترافولتا!!، حتى الفرح عندنا صار طقساً تمثيلياً ينتمى إلى مسرح الدرجة الثالثة الرخيص، عندما كنت طفلاً أزور قريتى فى دمياط كنت أتفرج على فرح القرية بجد أثناء موكب الشوار أو نقل الأثاث والمخدات والمراتب والحلل.. إلخ إلى بيت العروسة، بنات جميلات فى أحلى زينة وأجمل ثياب وأبهج ألوان يحملن شوار العروسة فى موكب جميل بديع كانت كل لقطة فيه هى زووم للحظة فرح حقيقى يسرى فى النفس والروح كالسحر، الجميع كان يفرح بجد وبحق وحقيقى وبدون أى شبهة استعراض أو نفسنة أو بلطجة أو فرد عضلات، ألا توجد نهاية لزفات الموت الملطخة بالدماء على هذا الأسفلت الذى بات شاهداً على شعب تغير وتبدل وتحول إلى شعب آخر يعشق الفوضى ويتآلف مع القبح؟!