إذا كنا قد غفرنا للدكتور أحمد عمر هاشم تسويقه لمبارك فلن نغفر له تسويقه للإخوان، وإذا كان الشعب قد خُدع مرة من حلاوة وطلاوة وبلاغة حديث شيخ أزهرى فلن يُخدع ويقع فى نفس الفخ مرة أخرى، فقد خرج علينا الشيخ الجليل فى حواره مع «الوطن» أمس بوهم جديد وأسطورة مبتكرة تحت اسم المصالحة بعد المراجعة، وهى كلمة باطل يراد بها باطل أيضاً!، هذه الكلمة الممجوجة التى يخدرون بها الشعب وهى المصالحة لفظ يستدعى القيم الإنسانية مع عصابة لم تعرف أى قيم ولم تمارس أى إنسانية، مجموعة قتلة نازيين عنصريين زرعتهم يد الاستعمار ونمّاهم وغذاهم سماد الخيانة، شلة من ممسوحى الفكر ممسوخى الروح مزيفى الوعى لم تعرف معنى الوطنية قط، مصر بالنسبة لهم سكن لا وطن، قالوا عنها حفنة من تراب عفن وشتمها مرشدهم بطظ فى مصر وتمنى أن يحكمها ماليزى إخوانى مسلم، ويأتى الشيخ عمر هاشم ليقول مصالحة، طالب مرشدهم المسيحيين بالجزية ويبسمل عمر هاشم ويحوقل ويقول مراجعة!!، زرعوا القنابل وفخخوا البيوت ولغموا الأرض وأحرقوا أبراج الكهرباء وقذفوا بالأطفال من فوق أسطح المنازل ويهز عمر هاشم رأسه ويعدل من وضع طاقيته ويصرخ فينا وهو يبكى ويدمع كما عودنا فى خطبه المجلجلة قائلاً «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»!!، يا شيخ أحمد عمر هاشم أقول لك إن الله جل جلاله هو من سيقبل توبتهم أو يرفضها ويحاسبهم فى الآخرة على ما اقترفوه من جرائم فى حق هذا الوطن، هذا عند الله، ولكننا على الأرض وفى الدنيا لن ننتظر وسيحكمنا ويحكمهم القانون الذى لم يعترفوا به وأهدروه وحاصروا أعلى رموزه فى الدستورية العليا، إذا لم تأخذ حقك ومرتبك يا شيخنا الفاضل من الفضائيات التى تقدم فيها برامجك وفتاواك فنحن على استعداد وقتها ألا نأخذ حقنا كمجتمع منهم وننتظر حتى يوم الحساب!!، ألا تقرأ التاريخ يا شيخنا يا عالم الحديث الكبير، ألم تسمع عمن قتل القاضى الخازندار وعمن قتل النقراشى؟!، ولو كنت قد قرأت هذا التاريخ ألم تقتنع بأنهم جماعة فاشية لا تنفع معهم مصالحات ولا مراجعات، ألم يصالحهم جمال عبدالناصر الذى شطب كل الأحزاب وأبقى على جماعتهم الإجرامية وقرّب منه ومن مجلس قيادة الثورة سيد قطب وأعوانه بل وعيّن منهم وزيراً!!، إنه لم يصالحهم فقط بل حالفهم فى البداية، فماذا كانت مكافأته؟، حاولوا اغتياله فى المنشية!، ألم يصالحهم السادات وأخرجهم من السجون وسمح لهم بالمقر والمجلة والوجود وضرب اليسار المصرى فى الجامعة وممارسة الدعوة فيها، ماذا كانت مكافأته؟، اغتالوه على الملأ وفى ليلة عرسه والاحتفال بانتصاره!!، أما مبارك الذى ترك لهم الشارع هم وحلفائهم السلفيين ومنحهم عظمة الثمانين كرسياً التى التهموها بمنتهى التلذذ لدرجة أنهم أيدوا التوريث ودعوا إلى ترشح جمال مبارك، هذا المبارك لا نحتاج إلى شرح ما هى مكافأته فنحن نعايش مصيره صوتاً وصورة «لايف» على الهواء مباشرة!، أما المراجعات التى تتحدث عنها يا شيخنا الجليل والتى تنصح أن تكون مع الأزهر فنحن نسألك أسئلة بسيطة من الممكن أن تنعش ذاكرتك المصدقة لموضوع فنكوش المراجعات التى انخدعت فيها وبها للأسف، مراجعات التسعينات وحتى 2002...إلخ والتى ألفوا فيها كتباً وأقنعونا بأنهم ملائكة مجنّحون، خرج من بين هؤلاء المراجعين القاتل عاصم عبدالماجد والقاتل طارق الزمر وباقى أفراد العصابة من السجون وهم يرددون مثلك «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» والتى تنفع فى صلاة الجمعة عندما تقولها من على المنبر لكنهم عندما يذبحونك ويذبحوننى ويذبحون المصريين على المنبر مثلما ذبح الجعد بن درهم فى عيد الأضحى تنفيذاً لشرع الله أو كما ذبح وتجرع ماء النار الإخوانية ضباط كرداسة، هل ساعتها والسكين الإخوانية على رقبتك أو كوب ماء النار مجهز لإرواء عطشك، هل ستطلب ساعتها منهم المراجعات وتدبر وسماع جملة «التائب من الذنب» أم ستصرخ طالباً النجدة؟!!، المراجعات المزعومة وهم كبير وخديعة عظيمة ومؤامرة مدبرة وعملية نصب واضحة الملامح، ولا يصح يا شيخ أن تشارك فيها وتروج لها، وسؤال آخر لفضيلتك: من سيراجعهم؟، هل هو الأزهر الوسطى المستنير أم النسخة الإخوانية التى أفرزت مفتى الإخوان وعميد الكلية الأزهرية أم هو مستشار شيخ الأزهر الذى كان يرأس تحرير مجلته وسب المسيحيين فى عقيدتهم ونشر الفتنة ومجّد فى رابعة؟! أم وكيله الذى رفع مرسى إلى عنان السماء وأمرنا بطاعته فى خطبة الجمعة الشهيرة؟!، أم عندكم اقتراح آخر بإخراج الشيخ الأزهرى عمر عبدالرحمن من سجون أمريكا ليقنعهم بالمراجعات بصفته شيخاً أزهرياً سابقاً وتكفيرياً حالياً؟!!، يا شيخ أحمد عمر هاشم مصالحتك منتهية الصلاحية ويجب أن يصادرها جهاز حماية المستهلك ومفتشو التموين، لن ننتظر المعجزات وكرامات الأولياء التى كنت تحدثنا عنها لكى يتحول الإخوان إلى جماعة وطنية، لم يعد الشعب يصدق حكاياتك عن أن الشيخ كشك قد شاهد النبى وأبابكر وعمر ثم مات ساجداً، لم نعد مقتنعين بأن ما تقوله فى جامعتك وعلى الفضائيات من شروح وفتاوى أهم من دروس الكيمياء والفيزياء، فالأمم لم تتقدم بما قلته فضيلتك على مدار ثلاثين سنة فى زمن مبارك أنت وباقى زملائك وأصدقائك فى البرلمان أو فى مؤتمرات الحزب الوطنى وأوصلنا إلى القاع الذى نحن فيه، ولكنها تقدمت بالمنهج العلمى لا العنعنة، وتطورت بالشك والسؤال والابتداع وليس باتهام كل صاحب بدعة بأنه ضال مُضل، أرجوك يا شيخ أحمد عمر هاشم يا عالم الحديث أن تكف عن هذا الحديث الداعى للمصالحة مع عصابة القتلة الإجرامية التى أحرقت الأخضر واليابس فى هذا الوطن، وياليت لكى نحتفظ فى ذاكرتنا بأى شىء ذى فائدة قلته يوماً ما، ياليت تفعل مثل واصل بن عطاء الذى اعتزل.