انتفض شاعرنا الكبير فاروق جويدة حزناً على امتهان الزى الأزهرى، وطالب الأزهر والشرطة بإلقاء القبض على «الأدعياء الذين يتحدثون فى شئون الدين بغير علم أو ثقافة أو فهم ويسيئون للإسلام ويضللون المسلمين»، وبلغت الانتفاضة الفاروقية الجويدية أقصى مداها حين طالب الشرطة باقتحام الاستوديوهات فى مدينة الإنتاج الإعلامى، والقبض على كل من هو غير أزهرى يتحدث فى الدين!!، والحمد لله أنه لم يطالب بسحله أمام الاستوديو وتعليق رأسه على بوابة مدينة الإنتاج الإعلامى حتى يكون عبرة لكل من يتجرأ على الكلام فى الدين خارج التوكيل، الذى هو بالطبع مع الأزهر فقط شاملاً الصيانة وقطع الغيار وضريبة القيمة المضافة!!، أطمئن شاعرنا الكبير أن علماء الأزهر ومنهم أعضاء فى هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية قد اتهموا د. سعد هلالى الأزهرى الذى كان رئيساً لقسم الفقه المقارن بأنه قد تخطى حدود الإلحاد والكفر، وقال ما لم يقل به مستشرق أو نصرانى!!، بل إن أحدهم قد طالب بتقديم هلالى إلى النائب العام!!، هل وصلتك تلك القصة يا أستاذ فاروق؟!، أم أن كتابة مقدمة دستور الإخوان قد استهلكت طاقة سيادتكم، فلم تستطع المتابعة؟!، من الذى سيكون معه ترمومتر درجة حرارة الإيمان الذى ستقيس به حضرتك إذا كان المتحدث مدعياً أم لا؟!، هل ستوصى حضرتك بالبشعة التى يستخدمونها فى سيناء، بحيث يضعها المذيع على لسان الضيف، فإذا احمر والتهب يكون الضيف مدعياً ومضلاً، ويطالب المذيع على الهواء بأن يدخل سيادة المقدم الذى عينته إدارة المطوعين الأزهرية، والتى شكلت طبقاً لنصيحة سيادتك للقبض على الضيف وإقصائه وإخصائه، حتى يتعلم الأدب!؟، سأنعش ذاكرة شاعرنا الكبير، هل حضرتك تتذكر عبدالبر، عضو مكتب إرشاد الإخوان ومحرض رابعة الشهير؟، أعتقد أنك تتذكره بحكم قربك من الإخوان فى زمن مرسى، واستشارتهم لك فى بعض الأحيان وتكليفك بصياغة مقدمة الدستور.... إلخ، هذا العبد البر الإخوانى كان يرتدى الزى الأزهرى، بل كان عميداً لكلية أزهرية!!، هل حضرتك ستتهم الدولة بأنها قد تجاوزت معه عندما حاكمته على جرائمه وتحريضاته، لأنه فقط يرتدى الزى!!، هل تتذكر سيادتك عمر عبدالرحمن، الذى كان يرتدى الزى الأزهرى، والحاصل على الدكتوراه ومنظّر وفيلسوف الجهاد والتكفير والمحرض الأعظم على قتل الأقباط واستحلال سرقة أموالهم؟، هل حضرتك تتذكر د. محمد عمارة، رئيس تحرير مجلة الأزهر الأسبق الذى أهان عقيدة المسيحيين فى ملحق المجلة وأيد رابعة؟!، غضبت فقط من الشيخ عبدالله نصر الذى لم يقتل، ولم يحرض، ولم يشكل تنظيماً عسكرياً، لم يغضبك حرق بيوت الأقباط منذ أيام فى سوهاج بواسطة تحريض سلفيين، ومن على منابر يرتدى من يخطبون عليها الزى الأزهرى، مرت عليك تلك الحوادث والكوارث وغيرها بكل لهيبها ودمائها وانتفضت حضرتك فقط من أجل الزى الأزهرى!، أين كنت حضرتك، وأنت من كانت لك كلمة ودلال على الإخوان حينذاك، حين كان يخرج الشيخ عبدالله بدر والشيخ محمود شعبان والشيخ محمد عبدالمقصود على الشاشات ومن نفس الاستوديوهات التى تطالب الأزهر والمطوعين باقتحامها الآن؟!، الحكاية يا أستاذ جويدة ليست حكاية زى أزهرى، ولكنها حكاية فكر أزهرى وتيار أزهرى يسيطر على تلك المؤسسة التى أخرجت لنا شيوخاً مستنيرين أجلاء، مثل الشيخ محمد عبده وشلتوت وعبدالمتعال الصعيدى وسعد هلالى، تيار يدعى أنه يدافع عن التخصص، وهو فى الحقيقة يدافع عن مصلحة تيار ضيق محدود مسيطر وهابى اخترق المؤسسة، وللأسف استخدم بعض المثقفين.