رئيس جامعة ينتفض من أجل إعلان خطوبة حضن فيه الخطيب خطيبته، وقرّر فصلهما فى الوقت نفسه الذى يصرخ فيه أعضاء هيئة تدريس بأن هناك سرقات علمية واختلاسات أبحاث وفساد ذمم وخراب رشاوى علمية فى عدد من الكليات التابعة له، لكنه بالنسبة إلى الأخيرة أبدى امتعاضه فقط!، انتفض فى الأولى وامتعض فى الثانية، لم يحتضن طلبته ويتصرّف معهم تربوياً، ويتفهم هذه السن الحرجة، ويضيع مستقبلهم من أجل حضن، ليصرخ أنا أخلاقى.. أنا أكثر منكم تديناً.. أنا ستين عتريس فى بعض، يقتل اليمام ويترك الثعابين، المجتمع غارق حتى أذنيه فى الفساد الأخلاقى، فصار يتطهر على جثث هؤلاء الشباب المظلوم الغلبان المكبوت الباحث عن فتافيت فرح، الجامعات صارت بركاً آسنة من الدكتوراهات المزيفة والأبحاث المنقولة فوتوكوبى والترقيات المضروبة والتعيينات الملفقة الموضبة على المقاس، ترزح تحت ركام التسيّب الدراسى وبوتيكات الملازم التى تجعل البعض مليونيرات، والدروس الخصوصية التى يمنح فى نهايتها الامتحان بعد دفع المعلوم والمدرجات التى تصلح للزرائب لا للجامعات والمعامل التى عشّش فيها العنكبوت وميزانيات البحث العلمى التى بالملاليم والبعثات الكوسة التى تُدار بالواسطة.. إلى آخر هذا العفن الذى تتصاعد أبخرته فتزكم الأنوف إلا أنف المسئولين عن الجامعات فى مصر!، شباب كفر بكل شىء من كل هذه اللوحة السريالية الكابوسية المرعبة، وعندما يسرق جراماً من البهجة وسط شيوخ منصر يسرقون أطناناً من أحلامهم المجهضة، حينها ينتفض رئيس الجامعة والمجتمع والإعلام، طالبين المقصلة وفصل الرأس المهموم من فوق الجسد المكدود حتى يستريح المسئول ويغسل ضميره على جثثهم، مجتمع علمنا أن افعل فى السر تنجو، ونافق فى العلن تصير مرضياً عنك مبجلاً مكرماً، نفس الطالب من الممكن أن يتبول على حائط الكلية بكل أمان، راسماً مستقبله بزخات الأمونيا، لكنه لا يستطيع أن يحب، فالعيون لا تراقب مثانات الطلبة ولكن تراقب قلوبهم!، هناك عميد يصرخ مرؤوسوه بأنه قد سرق سبع رسائل علمية ونسبها إلى نفسه، لم يهتز عرش رئيس الجامعة الذى أكمل رشف النسكافيه، لكنه خرج علينا صارخاً ها هو عرش الرحمن قد اهتز لتلك الفعلة الشنعاء والحضن الفاسق الماجن الفاجر!، مسموح بسرقة عقل ومباح سرقة جهد الآخرين، ومرفوض سرقة ابتسامة بهجة أو شتلة أمل، ممنوع الخيال.. الحلم.. التمنى، المسئول لا يعرف أن هناك «بورنو علمى» لا أخلاقى، يتم بين جدران مكاتب أساتذته دون حساب، ويعلم تمام العلم أن الذمم تباع بالبنكنوت، لكن المجتمع المتدين بالفطرة صاحب أكبر نسبة تحرش والحاصل على «الأيزو» وموسوعة «جينيس» فى الدخول على المواقع الإباحية مجروح المشاعر من الطالب والطالبة، لا يهتز لمشهد أولاد الشوارع وهم يلتقطون الفتات من صفائح القمامة، ويصاب بالهستيريا إذا شاهد لمسة يد بريئة على الكورنيش، رؤساء جامعات صاروا مطوعين بعد أن انتهى عصر المطوعين، وعمداء أصبحوا هيئة أمر بالمعروف، بعد أفول شمس تلك الهيئة فى موطنها الأصلى!، أرجوكم قبل إخصاء أى طالب محتضن، وإقصاء أى تلميذ محتقن، وإصدار فرمان بالعقم، فلا تقوم له قائمة، وحتى لا يُعكّر أمزجة رئيس جامعة أو مسئول حى أو عضو برلمان، أرجوكم عقّموا جامعاتكم من النهب والسلب والسرقة وانعدام الضمير، وليسأل رئيس الجامعة على سبيل المثال كم أستاذ طب لم يدخل كليته منذ سنوات إلا يوم قبض الفلوس، أو الامتحان للتوصية على أحد أقاربه، فى الوقت نفسه الذى لا يفوت فيه يوم فى عيادته الخاصة، منضبط فيها كساعة «بيج بن»؟!!، رغم أن تلك الكلية الغلبانة هى التى صنعت نجوميته، لكن هذا الأستاذ معذور، ونسامحه ونرقيه كمان، لكن الطالب نقطع رقبته، ويمكن نقطع أشياء أخرى، حتى ينصلح حال واقتصاد هذا الوطن.. ياوطنطن!!.