أعلى هاشتاج وأعلى تريند هو «نطالب بعودة محمد أبوتريكة للمنتخب»!!، ليست المشكلة هى أبوتريكة نفسه فالرجل لا يرغب فى العودة ولكن المشكلة فى العقل المصرى الماضوى الغارق فى فورمالين المشرحة ولفافات التحنيط، عقل مستقر فى القفا، عيناه فى قاع الجمجمة الخلفى على عكس البشر فى الكون، قدماه مكبلتان بثقلى حديد، ويداه فى كلبشات ألف سنة مضت، فى الدين يريد النسخة الأموية من الإسلام التى دشنها معاوية بن أبى سفيان بمحدثيه وفقهائه، فى الرياضة يطالبون بعودة النسخة السمير زاهرية التى يمثلها أيقونة هذا العصر محمد بن أبى تريكة!!، فى الرياضة المعادلة سهلة ولا يمكن أن تخطئها عين أو يخاصمها منطق، موهبة زائد لياقة بدنية تساوى نجاحاً، فكيف يستقيم المنطق فى عودة أبوتريكة الذى هجر الملاعب منذ سنوات واعتزل كرة القدم؟!! وهل ينفع أن نستدعى على أبوجريشة والشيخ طه إسماعيل وزيزو والخطيب للسفر مع المنتخب إلى موسكو؟!، هل نحن مسافرون للعب والفوز فى موسكو أم للتحنيط والتجميد فى سيبيريا؟!، نفكر بهرتلة ونتكلم طق حنك ونمارس الهبل على الشيطنة وكله عند العرب والمسلمين كلام فى كلام!!، تفكير لا يوافق عليه طفل فى كى جى وان، لكننا نعشق الماضى حتى الثمالة ولا يمكن أن نتقدم طالما نعيش متكلسين فى تلك الشرنقة، استفد من الماضى العبر والدروس ثم ارمه خلف ظهرك وتقدم، الماضى فلكلور والتاريخ معمل دراسة لا بيت سكن، المتاحف للفرجة فقط وليست للحياة بداخلها والاستقرار فى فتارينها الزجاجية، كفانا متاحف وكفانا مومياوات وكفانا أحلام يقظة وعنعنات مقابر، كفانا أكفاناً فكرية ومياهاً راكدة عقلية، القضية ليست أبوتريكة ولكن القضية قضية ألف أب قد ماتوا ورحلوا ولهم كل الاحترام لكننا قد رحلنا معهم إلى حيث يرقدون هياكل عظمية ورفضنا الحياة، عشنا جثثاً متحركة تحكمها جثث ميتة، نشرب من نفس الساقية التى تسقينا من بئر الماضى السحيق، متى نفيق ونعرف أن هناك اختراعاً اسمه مستقبل واكتشافاً اسمه حاضر وبشراً قادرين على صناعة مستقبل مختلف بسواعدهم وعرقهم وكدهم، أرجوكم اجعلوا أعينكم فى مقدمات رؤوسكم لا فى أقفيتكم!