يُحكى أنه فى سالف العصر والأوان كانت هناك مملكة اسمها فتواستان، كان كل مواطنيها لا يأكلون ولا يشربون ولا يتنفسون ولا يمارسون الجنس ولا يقضون حاجتهم ولا يشترون بضاعتهم ولا يدللون عيالهم ولا يرتدون ملابسهم ولا يتغطون ببطاطينهم إلا بختم وفتوى خاقان البرين والبحرين مفتى مملكة فتواستان المعظم، وكان المواطن الفتواستانى ينتظر أحياناً بالأسبوع وهو يعانى من إمساك مزمن وانفجار فى القولون المستعرض نتيجة انتظاره لختم فتوى السماح له بقضاء حاجته فى الخلاء، وانتشر الطلاق وعمّ البلاء أرجاء البلاد بسبب انتظار الزوجة بالشهور لزوجها الذى يقف فى الطابور الممتد بالكيلومترات انتظاراً لختم السماح له باللقاء الحميم فى الحلال! ووقعت الواقعة وحدثت الطامة الكبرى حين احتاج رئيس الديوان لفتوى خلع ضرس العقل بينما مفتى فتواستان يستجم على شواطئ حورستان مع زوجاته الأربع وجواريه السبعين مما نتج عنه انفجار جمجمة رئيس الديوان وانفصال فك فخامته! لذلك نزل المرسوم الملكى بتشكيل لجنة الخمسين المبشرين بالفتوى المنبثقة عن إدارة صكوك الغفران برئاسة الخاقان الأعظم والتى شكلت بدورها جهازاً لحماية المستهلك الفتواستانى من أضرار الفتاوى منتهية الصلاحية، وعلى الفور تشكلت لجان مهمتها كتابة تاريخ صلاحية الفتوى وطريقة تخزينها، وللتسهيل تم إنشاء لجنة خاصة بالفتاوى الدليفرى مع بعض الكاتشب التراثى لتسهيل تذوق وهضم الفتاوى الفاست فود. عاش الشعب الفتواستانى فى نعيم وسلام نائماً الأربع والعشرين ساعة يشخر بسيمفونية متناغمة رائعة نتيجة فتوى إباحة النوم خوفاً من اللوم! وملأت الفتاوى أثير المملكة يراها المواطن الفتواستانى فى أضواء الإشارات وعلى جدران المحلات وفى عيون الأمهات وداخل بامبرز البيبيهات، واحتفلت المملكة بدخولها ولحاقها بركب الحضارة حين صارت الفتوى بالفيزا كارد والإيه تى إم، وكان هذا أعظم انتصار تكنولوجى للمملكة، مما جعلها تحصل على جائزة نوفل للسلام، وساد الهدوء المملكة وصارت الثقة علامة الجودة ولم يعد للخيانات الزوجية أى مكان فى ربوع ووديان المملكة، فقد أفتى نجم خط هجوم فريق جهاز حماية المستهلك الفتواستانى بأن أقصى مدة للحمل هى أربع سنوات فقط، مما طمأن جماهير فتواستان الذين كانوا يسافرون إلى إمارتَى قفاستان وقرنستان ويظلون هناك بالسنين ويعودون ليجدوا أطفالاً قمامير ملائكة تهدهدهم الأمهات اللاتى يغنّين لهم فى المهد نشيد المملكة «نام يا حبيبى نام.. وخلى أبوك يطنش المنام.. مسافر من أربع أعوام... وانت عمرك يا دوب أيام». ومن أعظم ما أصدرته لجنة حماية المستهلك الفتواستانية هى السماح برضاع الكبير عند تفاقم أزمة اللبن المبستر، مما أنقذ المملكة من مصير جارتها مملكة ضرعستان المؤلم التى انتشرت فيها المجاعة الحليبية الشهيرة، والحمد لله صار فى مملكة فتواستان مرجع مهم تتداوله الممالك فى العالم كله مقتدية فيه بالمملكة العظمى التى صارت إمبراطورية بعد نجاح تطبيق أوبشن نكاح البهائم لزيادة الثروة الحيوانية، وتحميل أبليكيشن نكاح الميتة لحل مشكلة زرع الأعضاء. الحمد لله على نعمة العيش فى إمبراطورية فتواستان العظمى.. هاى هىء.