لن يستعيد «القدس» مجتمع يكره العلم ويفكر بالتمنى ويحارب معاركه بالحنجورى والانفعالات الحمقاء، وكما تداول العرب فيديو اغتيال «ترامب»، وهى محاولة فاشلة قديمة نشروها كأنها قد حدثت بعد قراره بنقل السفارة إلى «القدس»، كما تداولوه كنوع من التفكير بالتمنى، قامت نقابة الصيادلة المصرية بحصر الشركات الأمريكية للأدوية لمقاطعة أدويتها كنوع من إذلال الأمريكان، الذين لن يتأثروا بالمناسبة!!، خطوة أقل ما يقال عنها إنها خطوة استعراضية حمقاء غير مسئولة ولا تنم عن أن أصحابها يملكون العقلية العلمية، والأهم يعرفون متطلبات مهنتهم، لم يسألوا أنفسهم ما هو ذنب المريض المصرى ليحرموه من تلك الأدوية المهمة التى معظمها لا بديل عنها ومنها ما هو منقذ للحياة؟!، الشركات الأمريكية الموجودة فى مصر هى من واقع ما كتبه بعض الصيادلة أنفسهم على صفحاتهم كنوع من الحصر: Johnson & Johnson- Pfizer- Merck- Gilead Sciences- Abbvie- Amgen- Lilly- Abbott- Bristol Myers Squibb - Allergan - Biogen - Shire - Celgene - Mylan - Valean وكلها شركات فضلاً عن أن العاملين بها مصريون، وضربها يعنى ضرب وتشريد تلك العمالة، هى شركات مهمة، ومنها ما قدم للمريض المصرى أدوية كانت فاصلة بين موت وحياة، ولنا الآن أن نتساءل: فى بلد يستورد المواد الخام للأدوية من الخارج، ولم يخترع دواءً واحداً منذ العصر البيزنطى، ذلك لأن اختراع دواء يحتاج أحياناً إلى أبحاث تكلفتها بالمليارات، فى بلد يختفى فيه البنسلين والأنسولين، فى هذا البلد عنترية مقاطعة الأدوية الأمريكية انتحار وسفسطة ونفش ريش على مفيش، كما يقولون بلغة الشارع!، عندما حاولنا ذلك مع الدنمارك من قبل، أثناء أزمة الرسوم المسيئة، فوجئنا بأننا كنا نمارس التهريج، فمرضى السكر المحتاجون للأنسولين كانوا سيمسكون فى رقابنا ويصرخون: وإحنا مالنا؟ وما ذنبنا؟، كفانا قرارات عشوائية حنجورية، «القدس» تحتاج إلى شعوب ومؤسسات وهيئات ونقابات تفكر على مستوى جمال وأهمية «القدس»، ولا تتصرف بمنطق صراعات القبائل وخناقات الحوارى وكيد النسا وهدم المعبد على رأس من فيه، استعادتها تحتاج تفكيراً خارج الصندوق، نقابات لا تتصرف مثل الزوج الذى خانته زوجته فأخصى نفسه!!، عقلنا هو من أوصلنا إلى هذا الهوان والذل، غيابه ولجوء مواطنى شعوبنا إلى الخرافة والدجل والشعوذة بينما العدو ينمو علمياً ويتقدم تكنولوجياً ويدخل منافسات ويزاحم فى ركب الحضارة بل ويجعل دولاً من فرط انبهارها تستورد منه تكنولوجيا، العدو عرف أن تقدمه عبر باب الفيزياء والكيمياء، قوة الزمن الجديد، وليس عبر باب القصائد العصماء وخطب المنابر الجوفاء.