انطلقت عملية سيناء ٢٠١٨ لتطهير شمال سيناء من الإرهابيين، تجار الدم وسماسرة الموت وضباع الجيفة، كل الأسلحة تكاتفت واشتركت فى هارمونى، تدعمهم رغبة الشعب العارمة فى اجتثاث جذور الإرهاب، بصمة سلاح البحرية موجودة وحاضرة وقوية لقطع إمدادات السلاح عن هؤلاء الإرهابيين الفاشيين، فضربهم بالطيران فقط دون قطع إمدادات السلاح يعنى أن العلاج وقتى، وأنهم ينتظرون المدد للبدء من جديد، ولذلك كان دور القوات البحرية دوراً مهماً ومؤثراً، ولكن هل ننتظر خطوة أخرى من قوى الدولة المدنية وأجهزة الدولة المدنية نفسها بعد أن أدى الجيش دوره وإلى جواره الشرطة فى تعقب الإرهابيين؟، نعم ننتظر، كما قطعت القوات البحرية إمدادات السلاح من البحر، وقطع سلاح الحدود إمدادات السلاح من البر، ننتظر من الدولة قطع إمدادات الأفكار من الكتب والبرامج والمنابر والمدارس الدينية والحكومية، الأفكار التى تجعل جمرة الإرهاب تشتعل من جديد ويظل رمادها قابلاً للنفخ فيه ليتوالد لهب وشرار أخطر وأعنف، نحن فى كتاب الإرهاب لسنا الصفحة الوحيدة، تاريخ الإرهاب طويل، لكن السؤال: لماذا عندما ضربت ألمانيا بادر ماينهوف لم تقم لتلك العصابة قائمة بعدها؟!، لماذا عندما ضربت إيطاليا الألوية الحمراء كانت الضربة قاصمة؟!، لماذا منظمات الجيش الأحمر اليابانى والجيش الأيرلندى وإيتا فى الباسك.. إلخ، لماذا كل تلك المنظمات تذبل وإرهاب الإسلاميين ينمو ويزدهر؟!، لا بد من إجابة نكون فيها صادقين مع أنفسنا حتى نخرج من هذا المستنقع، إنها الفكرة التى تجد المنبر لتغسل به أدمغة المصلين، وتزدهر فى المدرسة التى تعلم وتربى الأطفال على مفاهيم كراهية الآخر والجهاد بغزو أرض الآخر وقطع رقبته وعداء المرأة وفوبيا الحياة، الفكرة التى تجد قنوات دينية تتوالد كل يوم كالبكتيريا وخلايا السرطان، يخرج فيها الداعية ليصف عقائد الآخرين بالفساد ويحرم تهنئتهم ويدعو إلى نزع المحبة حتى عند الزواج منهم والجهاد من أجل فرض الجزية وحل مشاكل الاقتصاد بسبى النساء!!، الفكرة التى تجد كتباً تباع بملاليم لتسهيل الانتشار الوبائى لمفاهيم الولاء والبراء وقتل المرتد ونشر الخرافات التى لا تنتمى لعلم ومكانها المتاحف وقصص الفولكلور، الإرهاب سيعيش وينمو طالما لم نمتلك بعد جسارة المواجهة الأيديولوجية وقطع الجذور الفكرية والتركيز على بعض حشائش السطح، الإرهاب سينشب مخالبه طالما ملامح الدولة المدنية ما زالت مشوشة باهتة تتسول اعترافاتها وتشريعاتها من لجان الفتوى لا مؤسسات القانون. قطع إمدادات السلاح سيقطع شرايين الإرهابيين، لكن قطع إمدادات الأفكار سيبتر شرايين وأعصاب وأكسجين الإرهاب نفسه.