أجمل نكتة فى 2018 ما حدث أثناء التحقيق مع الشيخ نشأت زارع، خطيب وزارة الأوقاف الذى ارتكب جريمة كبرى من وجهة نظر الوزارة والتقى بشيعة العراق وصافحهم ودعا إلى السلام بينهم وبين السنة والأكراد فى هذا البلد الذى كان جنة وانقلب جهنم، فتحت له الوزارة القديم والجديد لكى يذبحوه، وأهم ملف فتحته الوزارة للشيخ نشأت هو أنه كان قد هاجم التداوى ببول الإبل فى إحدى خطبه وقال «كيف فى زمننا هذا ما زال البعض يعالج ببول الإبل ويربطه بالدين؟»، قالها دفاعاً عن صورة دينه وسمعة عقيدته وصورة المسلمين أمام العالم، لكن جهة التحقيق فى وزارة الأوقاف كان لها رأى آخر، اتهمته اتهاماً خطيراً بإنكار السنة وإنكار حديث فى «البخارى»، نُصبت المشانق وجُهزت المقصلة ولم يعد باقياً إلا وضع رقبة هذا الشيخ المستنير تحتها، قالوا له: كيف عرفت أن بول الإبل لا يعالج الأمراض؟، هل عندك ما يفيد من وزارة الصحة؟، كان رده: لا ليس معى مستند من وزارة الصحة ولكن معى أقوالاً وتصريحات من أساتذة الكبد وأريكم اليوتيوب، الرد الجاهز المعروف الذى يشير إلى المعضلة الكبرى، لا نعترف ومالناش دعوة باليوتيوب، وما يقوله البخارى أصدق من كل أساتذة الكبد ومن اليوتيوب بتاعك!، وبرغم أن الرسول الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام)، الذى استقبل أول ما استقبل «اقرأ»، قال أنتم أعلم بأمور دنياكم فى حادثة تأبير النخل كدلالة على احترام رأى متخصصى علوم الزراعة وقتها حتى ولو كانت تلك العلوم بدائية، ومن يحترم علم الزراعة سيحترم علم الطب أيضاً وبالضرورة، وإذا كان الكى وبول الإبل والحجامة والفصد وأكل التمر وحبة البركة هى وسائل علاج هذا الزمان، فلو تخطاها الزمن وتجاوزها مثلما تخطى قوانين العبودية والرق والتعامل بالمقايضة وتصديق أن الحمل من الممكن أن يستمر أربع سنوات وأن التثاؤب من الشيطان وأن القرود تقيم حد الزنا وأن علاج السم هو أكل التمر وأن الأرض على قرنى ثور وظهر حوت... الخ، لا بد لنا نحن أيضاً أن نتخطاها ونتجاوزها دون أن نرتعش من منطلق النصيحة النبوية بأننا أعلم بأمور دنيانا، وأقترح إذا كان الوزير ولجنته ومسئولو وزارته غير مقتنعين بكلام الشيخ نشأت، فإننى أطلب منه فوراً ودون تأجيل إغلاق مستشفى دعاة الأوقاف واستبداله بأكشاك العلاج ببول الإبل ومراكز الحجامة وغرف الكى بأسياخ الحديد المحمى وجلسات الرقية الشرعية!، إذا كنتم مقتنعين بأن تلك الوسائل هى علاجات وأن انتقادها يعد انتقاداً للبخارى وانتقاصاً منه، فلنضع أيدينا فى أيديكم ونوفر نفقات تلك العلاجات السخيفة الصليبية الكافرة العلمانية من مناظير وقساطر ودعامات وسوفالدى وأنسولين وجراحات ميكروسكوبية وتطعيمات... إلخ، فكلها للأسف غير موجودة فى «البخارى»، وبهذا ندعم الدولة اقتصادياً ونجدد الخطاب دينياً، ولكم جزيل الشكر.