مشاكلنا مع الإخوان وجرائمهم وخيانتهم وعمالتهم هل تحولت فجأة على لسان البعض من مشاكل مع الشعب المصرى إلى مشاكل مع النظام المصرى!! هذه هى الطامة الكبرى أن تُختزل تلك القضية المصيرية التى خرجنا من أجلها فى الشوارع فى 30 يونيو إلى قضية عداء ما بين النظام والإخوان أو مجرد جفوة ما بين الدولة ومكتب الإرشاد، وحينما يذوب جليد تلك الجفوة وتنقشع غيوم ذلك العداء سرعان ما سيتم الصلح ويعود الوئام و«صافى يا لبن والصلح خير قوم نتصالح... إلخ»، لذلك لا بد أن تتم المصارحة وتخبرنا الدولة: هل هناك مصالحة بالفعل بين النظام وبين الإخوان؟ إذا كانت هناك بوادر مصالحة فلا بد أن يتم الإعلان، لا بد أن نخبر ونعرف حتى نبنى مواقفنا بناء على هذا الإعلان وتلك المصالحة، التفويض الذى منحه الشعب كان تفويضاً لإزاحة الإخوان لذلك فالعودة لأحضان الإخوان ثانية لا بد أن تكون بتفويض أيضاً، بداية اللعبة الجهنمية من الشد والجذب مع الضبع الإخوانى التى مارستها كل الأنظمة منذ الملك فاروق وحتى مبارك حفظناها وعرفنا نهاياتها وحصلنا على دكتوراه فى تبعاتها، وإذا كان النظام لا يعرفها أو يتجاهلها فنحن على استعداد لسرد هذا التاريخ من التقرب والتودد إليهم والذى ينتهى دائماً بالدم وغالباً ما يكون من سعى إلى مصالحتهم هو الضحية الأولى والقربان الأعظم!! لا بد أن يعرف المثقف هل هناك مصالحة حتى إذا تمت يكون الفراق، لأن بنود الكونتراتو بين المواطن الذى خرج ووضع رأسه على كفه فى 30 يونيو وبين النظام الذى استجاب وأزاح الإخوان، تلك البنود سيكون قد تم الإخلال بها فى حالة المصالحة، لا بد أن يعرف أهل الشهداء من العسكريين والمدنيين هل هناك مصالحة وهل ذهبت دماؤهم هدراً رخيصة وتحول النزف والبتر والأشلاء والدموع والصراخ والعويل واليتم والثكالى، تحول كل هذا إلى مجرد نقاط دعم فى مفاوضات الفصال وجلسات سيب وأنا أسيب وشوية عليك وشوية عليا؟!، لا بد أن يعرف كل من احترق بيته أو هُدمت كنيسته أو دُمرت حياته أو ضاع مستقبله بسبب فاشية الإخوان وكراهيتهم وحقدهم وعنفهم المزمن، لا بد أن يعرف هل هو مجرد عسكرى شطرنج فى لعبة ستنتهى بمصافحة الخصمين وإعلان التعادل أم هو عسكرى فى مسيرة إصلاح وطن مكلوم مأزوم؟!! رداً على أى لغط، لا بد أن تخرج أعلى سلطة فى البلاد وتعلنها صريحة وبلا مواربة أو احتمال تأويل، بلا ألوان طيف أو ظلال شك، تصرخ فى وجوهنا: «مصالحة الإخوان وهمٌ وخرافة أم واقع وحقيقة!!»، فنحن لا نمنح أبداً شيكات على بياض موقّعة بدماء ضحايا عصابة الإخوان مهما كانت الإغراءات فنحن لم نتحمل كل هذا العناء من أجل هذه اللحظة التى سنُذبح فيها جميعاً من الوريد إلى الوريد ونرى ثانية عصابة الإخوان القتلة الإرهابيين على منصة التتويج.