سرطان المثانة ظلَّ مرتبطاً فى المؤتمرات الطبية العالمية باسم مصر، لأنها كانت تمثل الدولة التى بها أكبر نسبة إصابة نتيجة «البلهارسيا»، كان سرطان المثانة يحتل المرتبة الأولى بين الرجال، حتى احتلها سرطان الكبد فى السنوات الأخيرة، بعد القضاء على «البلهارسيا» بنسبة كبيرة، عالمياً يحتل سرطان المثانة المرتبة الرابعة بين سرطانات الرجال، وقد اختارت منظمة الصحة العالمية شهر مايو 2018 لبداية حملة للتوعية المكثّفة حول هذا المرض الخطير، وبالطبع إعلامنا الطبى يعيش مرحلة الموت الإكلينيكى كالعادة، متفرغاً لسبوبة بوتيكات الدعارة الطبية المنتشرة على الشاشات، ولا يمكن أن يترك الإعلام الطبى أكل العيش والمكسب من نفخ الشفايف وبطانة الرحم المهاجرة وكريمات تكبير الأرداف وأعشاب البردقوش، ويقوم بتوعية الناس عن الوقاية من مثل هذه الأشياء التافهة مثل سرطان المثانة! لذلك سنحاول فى هذه المساحة المتواضعة تسليط بعض الضوء على هذا المرض: أولاً: ما أسباب سرطان المثانة؟ لا تُعرف الأسباب المباشرة الحصرية للإصابة بسرطان المثانة، ولكن تم تحديد عدة عوامل خطورة يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة به، واحتمالية إصابة الرجال بالمرض هى ثلاثة أضعاف الاحتمالية عند النساء، كما أن الأشخاص فى متوسط العمر (أى فوق سن الخمسين) وكبار السن أكثر عرضةً للإصابة بسرطان المثانة من الأصغر سناً، كما أن هناك رابطاً بين سرطان المثانة والعديد من العوامل البيئية التى يمكن تجنّبها مثل: - التدخين: المدخنون أكثر عُرضة للإصابة بمرتين من غير المدخنين. - التعرّض إلى المواد الكيماوية: بعض المواد الكيماوية التى تُستخدم فى بعض الصناعات كالصبغات والدهانات والأقمشة والمطاط والجلد، بالإضافة إلى الكيماويات المستخدمة فى الطباعة تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المثانة. - تناول الكثير من الأطعمة المقلية واللحوم الحمراء والدهن الحيوانى. - الأشخاص الذين يعانون من التهابات المثانة المزمنة، مثل التهابات المثانة المتكررة، ومشكلات الجهاز البولى، عليهم أن يحرصوا على الخضوع لفحوصات الكشف المبكّر بشكل منتظم للفحص عن الإصابة بسرطان المثانة. ما أعراض سرطان المثانة؟ - وجود دم فى البول هو أكثر الأعراض شيوعاً. - الشعور بحرقة أو ألم عند التبول. - التبول بشكل متكرر. كيف يتم تشخيص سرطان المثانة؟ - تحليل البول: للبحث عن وجود أى مؤشرات غير طبيعية فى البول. - دراسة خلوية للبول (Urine cytology): وهو اختبار متخصص لفحص خلايا بطانة المثانة (التى تُطرح مع البول) تحت المجهر، للبحث عن وجود أى خلايا سرطانية. - منظار المثانة: لفحص بطانة المثانة. - أخذ عيّنة من بطانة المثانة. - التصوير المقطعى للبطن والحوض. - فحوصات أخرى لفحص انتشار الورم، مثل مسح العظام والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى. أما عن العلاج، فيعتمد على مرحلة الورم وتوقيت اكتشافه، هل كان مبكراً أم فى المراحل المتأخرة؟ لكنّ هناك أملاً دائماً بعد وجود العلاج المناعى الذى يستطيع تحفيز المناعة ويزيد من قدرتها على مهاجمة الخلايا السرطانية بالجسم، هناك أكثر من دواء تم إجراء الدراسات عليها وثبتت كفاءتها كخط علاج ثانٍ بعد العلاج الكيميائى، وحدثت استجابة تصل إلى 50%، وهى نتيجة مشجعة جداً لاستخدام عقاقير أورام المثانة المنتشرة. ومن أهم سبل الوقاية وتخفيض نسبة الإصابة بسرطان المثانة عدة أشياء بسيطة، مثل: الامتناع عن التدخين، وتناول مضادات الأكسدة، والحفاظ على الوزن المثالى، وعدم تناول الدهون المشبعة، وتنفيذ إجراءات السلامة فى المصانع.