الرحلة من ملاليم مندوب مبيعات تموينية إلى ملايين مندوب مبيعات دينية رحلة اعتمدت فيها على خفة اليد وخفة العقل، خفة يد النصاب وخفة عقل الجمهور، بدايتى كانت مندوب مبيعات يقنع محلات البقالة بالسلع منتهية الصلاحية، وانتهيت إلى مندوب بضاعة دينية منتهية الصلاحية، طموحى لم يقف عند هذا الحد، فالدخل مهما كان ملاليم لا ترقى إلى ملايين بوتيكات الدين وبازارات تغييب العقل وتخديره، قررت اقتحام مجال تجارة ترامادول الدين، بدأت بالحديث عن أسهل ما يحقق الرواج، الكلام عن الحجاب الشرعى، أقنعت كل جمهورى من البنات الغلابة أن حجابهن حجاب مضروب تايوانى لا يمنحهن صك الإيمان الشرعى، فهذه طرطوفة أذنها ظاهرة، وتلك بوز كعبها باين للعيان، أما من تجلس فى آخر صف وهى تتخيل أنها قد دخلت الجنة، فكيف ستدخلينها يا أختاه وخصلة شعرك يظهر منها ربع سنتيمتر بحاله، هذه الخصلة هى السبب فى أخذ ناصيتك يوم القيامة ونزولك سبعين خريفاً فى النار، زرعت الرعب فى البنات فصرت معبود البنات ومعشوقهن! بحثت عن أرضية مساندة وحائط سند وقوة دعم، فلم أجد أفضل من الإخوان، أطلقت عليهم لقب الصحوة الإسلامية وترحمت على الشهيد حسن البنا قائدى ونبراسى ونموذجى الملهم، لكى يتم تدشينى داعية عالمياً بحثت عن الدعم الأوروبى، وصفت أردوغان بأنه نبى العصر الحديث فاكتسبت الأحباب والصحاب بعشرات الملايين، بالرغم من أن بعض تلامذتى انضموا إلى داعش، فالمدهش أنه بعد ذلك استطعت اقتحام مدرج تعليم طلاب الأمن وحراسه الذين استضافونى بدلاً من أن يطاردونى!!! لا تندهشوا فقديماً قال المتنبى كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء، وحديثاً قال فؤاد المهندس مستر إكس لا يموت!!.