توقعاتى ألا يصدر قانون التجارب السريرية المعيب والخطير والفضيحة، الذى هو سبة فى جبين مصر وعلمائها وجامعاتها وباحثيها، والذى صدر فى أسوأ عهود وزارة الصحة قاطبة، توقعاتى ليست ضرباً للودع ورجماً بالغيب، ولكنها مبنية على قراءة خريطة العلماء والباحثين المصريين الشرفاء الذين رفضوا هذا القانون بشدة وتحملوا اتهامات وزير الصحة السابق المهينة لهم بأنهم أصحاب مصلحة فى تعطيله لأنهم مستفيدون، وهو اللفظ المهذب لـ«مرتشون»، ومبنية أيضاً على قراءة ومعرفة أسماء المجلس العلمى الاستشارى للرئاسة، الذى يضم عمالقة فى المجال البحثى الطبى على مستوى العالم، ومنهم د. أحمد عكاشة ود. محمد غنيم ود. مجدى يعقوب، وتوقعاتى مبنية أيضاً على أن لجنة التعليم والبحث العلمى فى البرلمان، التى لم يعرض عليها القانون ولم تناقشه وكأنه قانون سرى دبر بليل، عورة لا تظهر على أعضاء برلمان!!، بالرغم من أن فيها أسماء محترمة وعظيمة ومبجلة، مثل د. جمال شيحة، الذين لن يرضوا أن يغتال البحث العلمى فى مصر بهذا القانون، لن يصدر القانون باستخدام اعتصامات أو مظاهرات أو عنف، لكنه لن يصدر عبر حوارات منطقية عقلانية، سيتم تعديله عبر إقناع علماء أجلاء لهم وزنهم كانوا أول من طالب بتنظيم البحث العلمى، ولنتخلص من كل وساوس وزارة الصحة السابقة التى دبج موظفوها هذا القانون الفضيحة، وأولها وسواس أن أطباء مصر يريدون الفوضى وينشدون اللاقانون واللاتنظيم، والاقتناع بأن هؤلاء الأطباء الباحثين بجد ينشدون حمايتهم عبر التنظيم لا الفوضى، لكنهم فى نفس الوقت يريدون التحليق فى عالم العلم الرحب الذى صرنا فيه فى ذيل الأمم ونهاية السرب، مكبلين بهلاوس وضلالات وروتين يجعل الباحث إما أن يطفش ويهاجر وإما أن يكتئب وينتحر، نتمنى بتعديل القانون أن يولد علماء من رحم الجسارة العلمية لا يقلدون بل يبدعون، لا بد من أن نتخلص من وسواس أن جيناتنا أسرار يجرى وراءها الماسونيون الأشرار كى يفكوا شفرتها، ولنتساءل كيف وآلاف المرضى، ومنهم شخصيات عامة مسئولة كبيرة، يعالجون يومياً عند هؤلاء الأشرار الكفار الذين بمجرد نقطة دم سيكشفون المستور؟!، لا بد من أن نتخلص من وسواس أن الوزير هو الوطنى الوحيد، وأن كل من ينتقده عميل وخائن وجاسوس، صرخ الوزير السابق فى وجوهنا قائلاً: «أنا ابن الدولة»، ذكرنى بأحمد السقا حين صرخ: «أنا الحكومة»، صرخ فينا وكأنه يهددنا أو يؤدبنا، وكان الرد من الدولة عزله عند أول محطة تغيير حكومة!، وسواس آخر نردده يومياً كالأسطوانة المشروخة وسواس فئران التجارب الذى كتبت عنه من قبل قائلاً لوزير الصحة: «أبحاث فئران التجارب التى ترددها ليل نهار، للأسف فئران التجارب الذين تصفهم يا ابن الدولة وقلبك «متشحتف» عليهم قوى كانوا فى بداية تجارب السوفالدى هم الأمريكان والأوروبيون الذين لا يوجد عند مرضاهم النوع الجينى الرابع الشرس الذى يفترس مرضانا الغلابة، هل تعرف عدد من تسميهم فئران التجارب فى الثلاث مراحل للسوفالدى يا ابن الدولة؟، عدد المرضى الأمريكان والأوروبيين 42624 مريضاً، وهذا معناه أن ما تروجه لنا ويروجه المتشدقون بحقوق الإنسان بأن الشركات الغربية تجرى أبحاثها على فقراء الدول النامية فقط هو وهم كبير، هؤلاء الخونة من الباحثين الأمريكان، وعلى رأسهم يهودى كان يحمل الجنسية المصرية، كان من الممكن أن يقولوا ببساطة: «المصريين يخبطوا راسهم فى الحيط ويولّعوا بجاز، إحنا ننقذ المرضى بتوعنا ونسيب الناس اللى عايشين فى جو المؤامرة دول يموتوا وهمّا فاكرين إنهم خير أمة وأفضل بشر على وجه الأرض»، ولكن الضمير العلمى لا يعرف هلاوسنا ولا ضلالاتنا، حاول الباحثون بإشراف شركة جلياد التى ليس عند وزيرنا ابن الدولة إلا جملة واحدة محفوظة عليها وعلى غيرها، وهى مافيا الدواء!!، هذه المافيا بحثت عن مرضى خارج مصر من النوع الجينى الرابع لتجربة السوفالدى وبينهم جنسيات أخرى، ثم حُلت المشكلة نهائياً بعد الاشتراك مع الأساتذة «الوحشين» الذين يتهمهم ابن الدولة بأنهم خونة وعملاء ومصاصو دماء فى الأبحاث حتى وصلنا إلى علاج النوع الجينى الرابع بالسوفالدى وأشقائه». أما الوسواس الأخير فهو إقحام رجال الدين فى اللجنة العلمية لتقييم الأبحاث!!، والسؤال ما هو دخل الشيخ والقسيس فى الأبحاث؟؟!، أم هى المزايدة الممجوجة والنفاق الدينى ومغازلة الشارع السلفى؟!، أتمنى وأتوقع ومتأكد من الاستجابة لأن العلم منطق، والمنطق معنا وفى صفنا.