هذه ليست نكتة ساخرة، ولكنه عنوان كتاب هو ترجمة لسخط وغضب الكثيرين من الفرنسيين على التغلغل القطرى داخل النسيج الفرنسى. كل من يزور باريس لن تخطئ عينه هذا الحضور القطرى المكثف، وكل من يجلس مع الفرنسيين سيستمع إلى هذه الشكوى من أن فرنسا العلمانية جلست تحت أقدام القطريين فى عهد «ساركوزى»، وهذا مثّل لى شخصياً صدمة كبيرة. قالت مؤلفة كتاب «جمهورية فرنسا القطرية»، «برنجيير بونت»، إن قطر اعتمدت على أموالها فى إفساد السياسيين الفرنسيين من أجل إيجاد نفوذ واسع لها فى فرنسا. وذكرت أنه فى وقت الأزمة المالية عام 2008، كان النظام المالى الأوروبى منهاراً، وكان هناك تعطش للسيولة بالسوق الأوروبية والفرنسية، وقالت: «استغلت قطر الانهيار المالى وعيوب النظام الضريبى فى فرنسا وعقدت اتفاقيات للحصول على امتيازات تحت غطاء التعاون الثنائى». وبحسب «بونت»، استغلت الدوحة النظام المالى المتأزم ونسجت علاقات واسعة، كان لها دور فى حصولها على مناقصات وامتيازات استثمارية كبيرة، وقالت إن قطر قامت بضخ المليارات بشكل مشبوه فى العديد من العمليات الاستثمارية تحت عناوين ومسميات مختلفة، وأكدت أن الهدف من هذا الإنفاق لم يكن الاستثمار التجارى، وإنما شراء النفوذ السياسى بطرق ملتوية، ولنقرأ معاً بعض الأرقام التى هى نقطة فى بحر الاستثمارات القطرية التى تجاوزت الثلاثين ملياراً فى فرنسا: أصبح ما يقرب من 80٪ من المعدات العسكرية القطرية فرنسية الصنع، فضلاً عن تقديم القوات الفرنسية التدريب العسكرى اللازم للقوات الخاصة فى قطر، وكان آخر تعاون مع قطر شراء 24 مقاتلة من طراز «رافال» من فرنسا. استحوذ «صندوق الثروة السيادية القطرى» على 2% من شركة النفط الفرنسية العملاقة «توتال»، بقيمة تجاوزت المليارَى يورو، لتصبح قطر من أكبر 5 مساهمين فى الشركة. اشترت «شركة قطر للاستثمار» النادى الفرنسى «باريس سان جيرمان» لكرة القدم، فى صفقة بلغت قيمتها أكثر من 100 مليون يورو. قطر صرفت تقريباً 400 مليون يورو على ضم لاعبَى كرة قدم فقط هما نيمار ومبابى!! استحوذت قطر على المبنى الذى يضم مقر صحيفة «لوفيغارو» ومكاتب السفارة الأمريكية وسط العاصمة الفرنسية باريس، ضمن صفقة بلغت قيمتها أكثر من 300 مليون يورو. اشترت مجموعة قطرية 4 فنادق فرنسية، من بينها «مارتينيز» فى كان، و«كونكورد لافاييت» فى باريس الشهيران، و«أوتيل دو لوفر» فى باريس و«باليه دو لا ميديتيرانيه» فى نيس. القائمة لم تنتهِ، والريالات القطرية صارت تتحدث الفرنسية. وبالطبع الإخوان -وهم الأتباع المخلصون- استفادوا، وبالتالى لن يصنَّفوا جماعة إرهابية فى عقر العلمانية! والسبب والإجابة قطر، لكن هل سيقف «ماكرون» الماكر ضدهم ويحمى علمانية فرنسا، أم أنه سيتبع خطى سلفه «ساركوزى»؟ هذا ما ستُظهره الأيام المقبلة.