لا أندهش كثيراً من الهجوم الذى يصل إلى حد السباب والتهديد على بعض ما أكتبه أو أقوله، وغالباً ما أعذر هؤلاء الشتامين لأنهم ببساطة إفراز مناخ طارد للأسئلة ومخاصم لعلامات الاستفهام، لا يحتملون إجهاد الذهن فى محاولة بحث أو تنقيب خارج المألوف والمعتاد مما حشيت به أذهانهم، فيصبحون عدوانيين وفى منتهى العنف نتيجة خوفهم على خلخلة أفكارهم المستقرة التى عفا عليها الزمن وتجاوزها التاريخ وأثبتت فشلها الممارسة، فيلجأ إلى هذا الهجوم للحفاظ على شرنقته الدافئة، لذلك لا أرد كثيراً وأقابل تلك الشتائم بالتجاهل وأحياناً بالابتسام، آخر تلك الهجمات كانت بسبب كلمات شكر قلتها فى حق د. إشكينازى، أو شينازى، مكتشف دواء السوفالدى عندما كنت ضيفاً على برنامج الصديق إبراهيم عيسى على قناة «الحرة»، فوجئت على السوشيال ميديا بالتركيز على جملة شكر «شينازى» واتهامى بالعمالة لإسرائيل نتيجة أننى قد مدحت «شينازى» اليهودى!، «إشكينازى» العاشق لمصر التى تربى فيها وغادرها مضطراً ومجبراً فى الخمسينات، والذى باكتشافه العبقرى أنقذ مرضى الكبد فى مصر من أخطار وكوارث فيروس «سى»، صار المصريون يعالجون من هذا الوباء اللعين بتكلفة 1% من تكلفته فى أوروبا وأمريكا، كل هذا بسبب «إشكينازى» الذى يحاسبونه الآن على يهوديته، ويحاسبوننى الآن على تقديرى وامتنانى وشكرى وتبجيلى له، يتساءلون: كيف تشكر واحداً من أحفاد القردة والخنازير؟!، منتهى العنصرية والفاشية تقطر من كلماتهم البغيضة وتنبعث من أفكارهم المتخلفة، لكن الحل وبمنتهى الصراحة هو فى أن ندعو هؤلاء وبأقصى سرعة ألا يستخدموا منتجات اليهود حتى يريحوا ويستريحوا، أنصحهم ألا يطعّموا أطفالهم ضد شلل الأطفال لأن «سولك» اليهودى -الذى رفض أى مقابل مالى لبراءة اختراعه، وقال إذا دفعنا مقابلاً لضوء الشمس فلندفع مقابلاً لهذا التطعيم- هو صاحب الفكرة، ومثلما كانت أيادى «إشكينازى» اليهودى البيضاء على مرضى فيروس «سى»، كانت أيادى باروخ بلومبرج على مرضى فيروس «بى» الأخطر والأشرس، الذى كرس شبابه لاكتشاف الفيروس ثم كرس شيخوخته لاكتشاف التطعيم ضده وحصد نوبل بسبب هذا الاكتشاف الذى أنقذ البشرية من لعنة نسبة سرطان الكبد الكارثية التى كانت من مضاعفاته، أنصح مرضى الفشل الكلوى من كارهى العلماء اليهود ألا يذهبوا لجلسات الغسيل الكلوى لأن «وليم كولف» اليهودى الهولندى الذى يسمى أبوالأعضاء الصناعية والحاصل على 12 دكتوراه فخرية من أشهر جامعات العالم و120 جائزة دولية هو صاحب فكرتها، أنصحهم بعدم التلفظ باسم «جرترود إليون» تلك العالمة اليهودية التى حصلت على نوبل 1988 وقالوا عنها إنها أكبر من الجائزة، عليهم أن يسحبوا منجزاتها من السوق، بعض تلك المنجزات هى: - ميركابتوبورين (mercaptopurine)، أول علاج لسرطان الدم ويستخدم فى زراعة الأعضاء. - الآزويثوبرين (Imuran)، أول علاج مثبط للمناعة، ويستخدم لزراعة الأعضاء. - الوبيورينول (Allopurinol)، لمرض النقرس. - بيريمثيامين (Daraprim)، لمكافحة الملاريا. - ميثوبريم (Septra)، مضاد حيوى يستخدم لعلاج التهاب السحايا، وتسمم الدم والالتهابات البكتيرية فى المسالك البولية والجهاز التنفسى. - الأسيكلوفير (Acyclovir)، لهربس الفيروسية. - نيلارابين (Nelarabine) لعلاج السرطان. وننصحهم بعدم تناول فيتامين «أ» لأن «جورج والد» اليهودى والحاصل على نوبل أيضاً هو صاحب الأبحاث الرائدة لشبكية العين وفسيولوجيتها ودور فيتامين «أ» على صبغياتها، وكذلك حبوب منع الحمل لأن اليهودى «جريجورى بنكوس» هو مخترعها، وكذلك «ستانلى كوهين» الذى بفضله فهمنا عوامل النمو فى السرطان مما فتح الطريق أمام اكتشافات علاجه، وأيضاً «باول إرليخ» الذى ألقى بطوق النجاة للبشرية من مرض الزهرى اللعين.. إلخ، كل هؤلاء قاطعوهم والعنوهم والعنوا كل من يشكرهم على إنجازاتهم للبشرية، لكن أرجوكم اتركونا نتعلم منهم، هذا كل ما نرجوه.