لا يكاد يمر أسبوع إلا وأشاهد فى المستشفى والعيادة أو أسمع من زميل متخصّص فى أمراض العقم، وأحياناً فى أمراض الكبد عن ضحية من ضحايا صالات الجيم، تحليل سائله المنوى صفر، أو يعانى من خلل شديد فى وظائف الكبد، والمتهم الحقيقى بعض مدربى الجيم، الذين ينصحونهم بالمنشطات والهرمونات والمكملات والأمينو مجهولة المصدر، خلطات قاتلة من تستوستيرون وهرمون نمو على بروتينات وكورتيزونات.. إلخ، كله بلا رقابة ودون ضوابط وبالفتاوى، وفى هذه المساحة الضيّقة سأحاول كتابة بعض المعلومات كمفتاح لمناقشة الموضوع بشكل أوسع مجتمعياً وإعلامياً وعلى مستوى المسئولين فى وزارة الصحة، فالمنشطات الهرمونية التى قد تكون مماثلة لهرمون الذكورة (التستوستيرون) أو من مشتقاته تؤدى إلى العقم فى كثير من الحالات، وكذلك ضعف القدرة الجنسية، وضمور الخصيتين، فعند زيادة هرمون الذكورة عن المعدل الطبيعى يقل إفراز الهرمونات المحفزة FSH وهرمون LH، وهناك الكرياتين Creatine وهو مكمل غذائى من السهل شراؤه من الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية، وهو أحد أشهر المكملات التى يقبل الرياضيون أو من يمارسون رياضة بناء العضلات على أخذها. وهو مادة طبيعية يفرزها الجسم تعمل على مساعدة العضلات على إطلاق أو تحرير الطاقة، حيث يحفّز العضلة على إنتاج المزيد من جزيئات الطاقة (ATP)، لذا يستخدمه العديد ممن يمارسون رياضة حمل الأثقال ليعطيهم دفعة سريعة من الطاقة، والإفراط فى تناوله قد يسبّب أعراضاً سلبية، ففى حال تناول جرعات زائدة قد يتسبّب فى تلف أو ضرر فى الكلى، كما قد يتسبّب فى احتباس السوائل فى الجسم، وهناك الإيرثروبويتين Erythropoietin، وهو علاج هرمونى يُستخدم فى علاج حالات الأنيميا التى تصيب مرضى الفشل الكلوى، حيث يحفّز إنتاج خلايا الدم الحمراء، الأمر الذى يزيد كمية الأكسجين التى تصل إلى العضلات، لذا يستخدم كمنشط لزيادة القدرة على التحمّل، ومن أضراره حسب موقع «مايوكلينيك»، تسبب الإيرثروبويتين بما لا يقل عن 18 حالة وفاة بين متسابقى الدراجات الهوائية الذين شاع استخدامه بينهم خلال فترة التسعينات من القرن الماضى. يزيد العلاج من خطر الإصابة بالتجلطات (الجلطات القلبية، السكتات الدماغية والجلطات الرئوية)، وهناك هرمون النمو الذى يفرزه الجسم بشكل طبيعى ليحفّز العضلات والجسم بشكل عام على النمو أثناء فترة الطفولة وحتى البلوغ. ويقوم بعض الرياضيين بشكل غير قانونى بأخذه، لتحسين كتلتهم العضلية وتقويتها، رغم أن نتائجه غير مثبتة، ومن أضراره آلام المفاصل، ووهن وضعف فى العضلات، واختلال فى تنظيم مستوى الجلوكوز فى الدم، واضطرابات فى عضلة القلب، وارتفاع مستوى الكوليسترول فى الدم. مطلوب تحرك سريع ورقابة شديدة وضوابط مكتوبة وقانونية وتوعية إعلامية، الرياضة مطلوبة والأجسام القوية من دواعى الفخر، لكنها لا بد أن تكون جوهراً لا شكلاً فقط، فى صحة جيدة، وليست على شفا الهلاك.