عرض المقال
كيف يمكن الاستثمار في الرياضة؟ (2)
2024-08-13 الثلاثاءما زلنا مع رسالة د. على قناوى، الطبيب وبطل السباحة، حول البطل الأولمبى، ويطرح سؤالاً مهماً هو هل يمكن الاستثمار فى الرياضى الناجح؟ بشكل عام، نعم، ولكن نجاحه يعتمد على الموارد والقدرة على الوصول إليها. ومن الجدير بالاستثمار فى الرياضى الناجح أن يكون برعاية رؤساء الدول، إلا أنه قد يؤدى إلى منح الدولة نفوذاً فى مجالات معينة وعلى مستويات مختلفة.يقول سيمون تشادويك، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسى فى كلية سكيما فى باريس، لصحيفة «ذا ناشيونال»: هذا أمر سياسى، رغم أن البلدان تسعى أحياناً إلى استخدام الأداء الرياضى على مستوى النخبة كوسيلة لعرض نفسها فى جميع أنحاء العالم.وأشار المحللون والخبراء الذين تحدّثت إليهم صحيفة «ذا ناشيونال»، دون ترتيب معين، إلى أن اليابان والمملكة المتحدة والصين وروسيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وكندا هى الدول التى حقّقت نجاحاً كبيراً على الساحة الرياضية العالمية.وقال دى هوان تشو، إخصائى العلاج الطبيعى الكورى الجنوبى المقيم فى دبى، لصحيفة «ذا ناشيونال»: «عندما نتحدث عن الفجوة بين البلدان التى تستطيع تحمل تكاليف تدريب رياضييها، وتلك التى لا تستطيع، فإن الأمر لا يتعلق بالمال فحسب، بل إنه مثل هذا اللغز الكبير، هناك الموارد المالية والبنية التحتية وخبرة التدريب وأنظمة الدعم للرياضيين.وقال تشو، الذى يملك مركز «ثيرافيت» للعلاج الطبيعى فى دبى وقام بتدريب رياضيين: إن هذه الدول، باقتصاداتها القوية وبرامجها الرياضية المتقنة، تستثمر قدراً هائلاً من الموارد فى تطوير رياضييها.أنفقت اللجنة الأولمبية والبارالمبية الأمريكية 327 مليون دولار على تطوير الرياضيين فى عام 2022، بما فى ذلك 38 مليون دولار للتقدم الرياضى و67 مليون دولار لـتضخيم قصص الرياضيين، وفقاً لموقعها على الإنترنت.وفى الوقت نفسه، قدّمت المملكة المتحدة تمويلاً إجمالياً بلغ نحو 275 مليون جنيه إسترلينى لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية فى طوكيو 2020 و27.4 مليون جنيه إسترلينى لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية فى بكين، بالإضافة إلى 67.7 مليون جنيه إسترلينى فى جوائز الأداء الرياضى، حسبما تظهر بيانات من هيئة الرياضة فى المملكة المتحدة المدعومة من الحكومة.وبطبيعة الحال لن يحصل الجميع على التمويل، وإذا كنت أحد هؤلاء الذين يخسرونه، فإما أن تبحث عن مصادر تمويل إضافية أو تتعاون، إذا فقدت تمويلك بسبب عام سيئ سابق، فما عليك سوى إجراء التعديلات.«لقد مررت بعام فقدت فيه التمويل وحصلت على بعض العمل بدوام جزئى وانتقلت مع بعض زملائى فى الفريق حتى أصبح مدفوع إيجارى أقل، وكان هناك أشخاص تدرّبت معهم ولم يكن لديهم أى تمويل على الإطلاق»، هكذا قالت البريطانية سارة ليندسى، التى شاركت فى الأولمبياد ثلاث مرات، لصحيفة «ذا ناشيونال».تم تمويل المتزلجة السريعة بالكامل من قِبل الحكومة، والتى قدّمت 15500 دولار سنوياً بشرط أن تؤدى وفقاً لمعايير محددة.«كنا نعتنى ببعضنا البعض حقاً، وإذا فقد أحدنا تمويله، كنا جميعاً نساهم ونساعد بعضنا البعض من خلال توفير السكن حتى يدفعوا الإيجار.بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الحصول على التمويل، فإن العمل بدوام جزئى، وإجراء الدورات التدريبية، والتواصل مع العائلة هى بعض الطرق للحفاظ على استمرار حياتهم المهنية الرياضية».هكذا قالت السلوفينية دليلة جاكوبوفيتش، التى وصلت إلى المركز 69 فى تصنيف اتحاد التنس العالمى، لصحيفة ذا ناشيونال: لم أحصل على أى مساعدة من الحكومة أو اتحادات التنس، أو من الرعاة، وإنما كانت مجرد مكافآت للتصنيف والنتائج.والواقع أن البلدان ذات الناتج المحلى الإجمالى الأكبر تميل إلى إنفاق المزيد على الرياضة. ولكن على الجانب الآخر من هذه الهوة الواسعة، قد يكون هذا هو الحال فى كل الأوقات: فلنفكر فى العدائين من شرق أفريقيا، الذين سيطروا على المسافات الطويلة، باعتبارها أمثلة رئيسية لأولئك الذين يتفوقون رغم الشدائد.ورغم عدم القدرة على الاستفادة من برامج التدريب التى تُرى فى الدول الأكثر تقدّماً، فإن عوامل مثل:الركض إلى المدرسة كأطفال، وبالتالى تطوير قدراتهم على تحسين استهلاكهم الأقصى من الأكسجين، فى الدراسة التى أجريت عام 2006 فى مجلة SportMed International، وتم الاستشهاد بها كعوامل لنجاحهم.وهذا يسهم إلى حد ما، ولكن النقاش حول ما إذا كانت مزاياهم هى نتيجة لجيناتهم لا يزال قيد المناقشة، كما اقترح البحث، حيث يعتقد البعض أن بعض القبائل فى شرق أفريقيا تم اختيارها وراثياً لأداء التحمل من خلال الممارسات الثقافية، مثل غارات الماشية.فى الواقع، يمكن لظروف مثل هذه أن تمنح الرياضيين الطموحين الذين يفتقرون إلى الموارد المثالية فرصة البدء.